مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٧٨
في جسدك وعينيك، فقال له: ترى هذا قياسا! ان الله تعالى خلق اذني لاسمع بهما وخلق عيني لأبصر بهما فهذا لما خلقه في جميع الدواب وما ينتفع به. فانصرف أبو حنيفة معتبا. فقلت: اخبرني ما هي؟ قال: ان الله تعالى يقول في كتابه (لقد خلقنا الانسان في كبد) يعني منتصبا في بطن أمه غذاؤه من غذائها مما تأكل وتشرب اسمه سيما ميثاق بين عينيه فإذا أذن الله عز وجل في ولادته أتاه ملك يقال له حيوان فزجره زجرة انقلب ونسي الميثاق وخلق جميع البهائم في بطن أمهاتهن منكوسه مؤخره إلى مقدام أمه كما يأخذ الانسان في بطن أمه فهاتان النكتتان السوداوتان اللتان ترى ما بين الدواب هو موضع عيونها في بطن أمهاتها فليس ينبت عليها الشعر وهو لجميع البهائم ما خلا البعير فان عنق البعير طال فتقدم رأسه بين يديه ورجليه.
النهاية، روى المحاملي عن الرفاعي قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن رجل قبل رجلا يحفر له بئرا عشرة قامات بعشرة دراهم فحفر له قامة ثم عجز؟ قال: تقسم عشرة على خمسة وخمسين جزءا فما أصاب واحد فهو للقامة الأولى والاثنين للاثنين والثلاثة للثلاثة وعلى هذا الحساب إلى عشرة.
وروى فيها انه سئل الصادق عن رجل سارق دخل على امرأة ليسرق متاعها فلما جمع الثياب نازعته نفسه فكابرها على نفسها فواقعها فتحرم ابنها فقام فقتله بفأس كان معه فلما فرغ حمل الثياب وذهب ليخرج فحملت عليه بالفأس فقتلته فجاء أهله يطلبون بدمه من الغد؟ فقال أبو عبد الله: اقض على هذا كما وصف لك، قال: تضمن مواليه الذين طلبوا بدمه دية الغلام ويضمن السارق فيما ترك أربعة آلاف درهم لمكابرتها على فرجها انه زان وهو في ماله غرامة وليس عليها في قتلها إياه شئ لأنه سارق وفيها انه سئل عن رجل تزوج بامرأة فلما كانت ليلة البناء بها عمدت المرأة إلى رجل صديق لها فأدخلته الحجلة فلما كان الرجل يباضع أهله ثار الصديق واقتتلا في البيت فقتل الزوج الصديق وقامت المرأة فضربت الزوج ضربة فقتلته بالصديق؟
فقال (ع): تضمن المرأة دية الصديق وتقتل بالزوج.
وذكر أبو القاسم البغار في مسند أبي حنيفة قال الحسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة وقد سئل من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور بعث إلي فقال يا أبا حنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيأ له من مسائلك الشداد فهيأت له أربعين مسألة ثم بعث إلي أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر فسلمت عليه فأومأ إلي
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست