مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٧٠
عبد الله بن كثير عن الصادق في خبرهما: والله أول من ظلمنا حقنا وحملا الناس على رقابنا وجلسا مجلسا نحن أولى به منهما فلا غفر الله لهما ذلك الذنب كافران ومن يتولهما كافر - يعني عدوين له - وكان معنا في المجلس رجل من أهل خراسان يكنى بأبي عبد الله فتغير لون الخراساني لما ان ذكرهما فقال له الصادق: لعلك ورعت عن بعض ما قلنا؟ قال: قد كان ذلك يا سيدي، قال: فهلا كان هذا الورع ليلة نهر بلخ حيث أعطاك فلان بن فلان جاريته لتبيعها فلما عبرت النهر فجرت بها في أصل شجرة كذا وكذا! قال: قد كان ذلك ولقد أتى على هذا الحديث أربعون سنة ولقد تبت إلى الله منه، قال: يتوب عليك إن شاء الله.
داود الرقى: بلغ السيد الحميري انه ذكر عند الصادق فقال: السيد كافر، فأتاه وسأل: يا سيدي أنا كافر مع شدة حبي لكم ومعاداتي الناس فيكم؟ قال: وما ينفعك ذاك وأنت كافر بحجة الدهر والزمان، ثم أخذ بيده وأدخله بيتا فإذا في البيت قبر فصلى ركعتين ثم ضرب بيده على القبر فصار القبر قطعا فخرج شخص من قبره ينفض التراب عن رأسه ولحيته فقال له الصادق: من أنت؟ قال: انا محمد بن علي المسمى بابن الحنفية، فقال: فمن أنا؟ فقال: جعفر بن محمد حجة الدهر والزمان، فخرج السيد يقول (تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرا).
عثمان بن عمر الكواء في خبر ان السيد قال له: اخرج إلى باب الدار تصادف غلاما نوبيا على بغلة شهباء معه حنوط وكفن يدفعها إليك، قال: فخرجت فإذا بالغلام الموصوف فلما رآني قال: يا عثمان ان سيدي جعفر بن محمد يقول لك ما آن ان ترجع عن كفرك وضلالك فان الله عز وجل اطلع عليك فرآك للسيد خادما فانتجبك فخذ في جهازك.
الأغاني، قال عباد بن صهيب: كنت عند جعفر بن محمد فأتاه نعي السيد فدعا له وترحم عليه، فقال له رجل: يا ابن رسول الله وهو يشرب الخمر ويؤمن بالرجعة؟
فقال (ع): حدثني أبي عن جدي ان محبي آل محمد لا يموتون إلا تائبين وقد تاب ورفع مصلى كان تحته فأخرج كتابا من السيد يعرفه انه قد تاب ويسأله الدعاء.
وفي أخبار السيد انه ناظر معه مؤمن الطاق في ابن الحنفية فغلبه عليه، فقال:
تركت ابن خولة لا عن قلى * واني لكالكلف الوامق واني له حافظ في المغيب * أدين بما دان في الصادق هو الحبر حبر بني هاشم * ونور من الملك الرازق
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست