مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٨٩
سأل زنديق أبا جعفر الأحول: كيف صارت الزكاة من كل الف خمسة وعشرين فقال: إنما مثل ذلك مثل الصلوات ثلاث واثنتان وأربع. قال فقبل منه قال الأحول:
فسألت ذلك أبا عبد الله، فقال: ان الله تعالى خلق الخلق كلهم صغيرهم وكبيرهم وعلم فقيرهم وغنيهم وجعل من كل الف انسان خمسة وعشرين فقيرا ولو علم أن ذلك لا يسعهم لزادهم لأنه خالقهم وهو أعلم بهم.
وكتب المنصور إلى محمد بن خالد القشيري: أن اجمع فقهاء المدينة فسلهم عن علة الزكاة لم صارت من المائتين خمسة على وزن سبعة؟ وليكن فيمن يسأل عبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد فان أجابوا وإلا فاضرب جعفر بن محمد على تضييع علم آبائه خمسين درة. قال: فجمعهم وسألهم عن ذلك فلم يعرفوا، قال جعفر بن محمد الصادق: ان الله فرض الزكاة على الناس وكان الناس يومئذ يتعاملون بالأواقي بالذهب والفضة فأوجب رسول الله في كل أربعين أوقية أوقية فإذا حسبت ذلك وجدت من المائتين خمسة لا أقل ولا أكثر على وزن سبعة وكانت قبل اليوم على وزن ستة حين كانت الدراهم خمسة دوانيق فقال عبد الله بن الحسن: من أين لك هذا؟ قال: قرأته في كتاب أمك فاطمة عليها السلام. ثم انصرف فبعث إليه القشيري ابعث إلي كتاب فاطمة فقال: إني إنما أخبرتك اني قرأته ولم أخبرك انه عندي، قال: فجعل القشيري يقول ما رأيت مثل هذا قط.
وفي كتاب الرضا (ع): ان علة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء.
سأل هشام بن الحكم الصادق (ع) عن علة الصيام؟ فقال: إنما فرض الصيام ليسوي بين الغني والفقير.
وسأله أبان بن تغلب عن استلام الحجر؟ فقال: ان آدم شكا إلى ربه الوحشة في الأرض فنزل جبرئيل بياقوتة من الجنة كان آدم إذا مر بها في الجنة ضربها برجله فلما رآها عرفها فبادر فقبلها، ثم صار الناس يلثمون الحجر.
وقال الصادق: كان موضع الكعبة ربوة من الأرض بيضاء تضيئ كما تضيئ الشمس والقمر حتى قتل ابنا آدم أحدهما صاحبه فاسودت. قال: ولما نزل آدم رفع الله له الأرض كلها حتى رآها ثم قال: هذه لك كلها، قال: يا رب ما هذه الأرض البيضاء المنيرة؟ قال: حرمي في أرضي وقد جعلت عليك أن تطوف بها كل يوم سبعة طواف.
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»
الفهرست