مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٧٥
غرر المرتضى، قيل: إن الجعد بن درهم جعل في قارورة ماء وترابا فاستحال دودا وهواما فقال لأصحابه: انا خلقت ذلك لأني كنت سبب كونه، فبلغ ذلك جعفر بن محمد (ع) فقال: ليقل كم هي وكم الذاكران منه والإناث إن كان خلقه؟ وكم وزن كل وحدة منهن؟ وليأمر الذي سعى إلى هذا الوجه ان يرجع إلى غيره.
فانقطع وهرب.
حلية الأولياء، قال أحمد بن المقدام الرازي: وقع الذباب على المنصور فذبه عنه فعاذ فذبه حتى اضجره، فدخل جعفر بن محمد فقال له المنصور: يا أبا عبد الله لم خلق الذباب؟ قال: ليذل به الجبابرة.
ودخل عمرو بن عبيد عليه وقرأ (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون) وقال: أحب ان اعرف الكبائر من كتاب الله، فقال: نعم يا عمرو. ثم فصله بأن الكبائر الشرك بالله (ان الله لا يغفر ان يشرك به)، واليأس (ولا ييئس من روح الله)، وعقوق الوالدين لان العاق جبار شقي (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا)، وقتل النفس (ومن يقتل مؤمنا متعمدا)، وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم (ان الذين يأكلون أموال اليتامى)، والفرار من الزحف (ومن يولهم يومئذ دبره)، وأكل الربا (الذين يأكلون الربا)، والسحر (ولقد علموا لمن اشتراه)، والزنا (ولا تقربوا الزنا ومن يفعل ذلك يلق آثاما)، واليمين الغموس (ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا)، والغلول (ومن يغلل يأت بما غل)، ومنع الزكاة (يوم يحمى عليها في نار جهنم)، وشهادة الزور وكتمان الشهادة (ومن يكتمها فإنه اثم قلبه)، وشرب الخمر لقوله صلى الله عليه وآله شارب الخمر كعابد وثن، وترك الصلاة لقوله: من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ونقض العهد وقطيعة الرحم (الذين ينقضون عهد الله)، وقول الزور والجرأة على الله (أفأمنوا مكر الله)، وكفران النعمة (ولئن كفرتم ان عذابي لشديد)، وبخس الكيل والوزن (ويل للمطففين)، واللواط (الذين يجتنبون كبائر الاثم)، والبدعة قوله (ع) من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه. قال: فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من سلب تراثكم ونازعكم في الفضل والعلم.
أبو جعفر بن بابويه في الهداية، قال الصادق: الكبائر سبعة فينا نزلت ومنا استحلت، فأولها الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وإنكار حقنا.
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»
الفهرست