مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٧٤
وسئل عن محمد بن عبد الله بن الحسن فقال (ع): ما من نبي ولا وصي ولا ملك إلا هو في كتاب عندي - يعني مصحف فاطمة - والله ما لمحمد بن عبد الله فيه اسم.
أبو بصير عن أبي عبد الله قال: كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ولو كان اليوم لاحتاج الينا.
صفوان بن يحيى عن بعض رجاله عن الصادق قال: والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين، فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له:
انى لاعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء ويحكم وسعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتع قلوبكم فنحن حجة الله تعالى في خلقه ولن يسع ذلك إلا صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة بإذن الله، والله لو أردت ان أحصي لكم كل حصاة عليها لأخبرتكم، وما من يوم ولا ليلة إلا والحصى يلد إيلادا كما يلد هذا الخلق، ووالله لتباغضون بعدي حتى يأكل بعضكم بعضا.
بكير بن أعين قال: قبض أبو عبد الله على ذراع نفسه وقال: يا بكير هذا والله جلد رسول الله وهذه والله عروق رسول الله وهذا والله لحمه وهذا عظمه، وانى لاعلم ما في السماوات وأعلم ما في الأرض وأعلم ما في الدنيا وأعلم ما في الآخرة. فرأى تغير جماعة فقال: يا بكير انى لاعلم ذلك من كتاب الله تعالى إذ يقول: (وأنزلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شئ).
المرشد أبو يعلى الجعفري، وأبو الحسين الكوفي، وأبو جعفر الطوسي أنه قال زيد بن علي لسورة بن كليب: يا سورة كيف علمتم ان صاحبكم على ما تذكرون؟
قال: كنا نأتي أخاك محمد بن علي فنسأله فيقول: قال رسول الله، وقال الله، ثم مضى أخوك فأتيناكم آل محمد وأنت فيمن اتينا فأجبتم عن بعض فأتينا ابن أخيك أبا عبد الله فقال لنا كما قال أبوه ولم يترك شيئا مما سألنا عنه إلا أجابنا فيه بما يقع قال: فتبسم زيد ثم قال: أما والله لئن قلت هذا فان كتب علي عنده دوننا.
تفسير علي بن إبراهيم: ان زنديقا سأل أبا جعفر الأحول عن قوله تعالى: (فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) ثم قال: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا) بين النساء وبين القولين فرق، فاستمهل الأحول وسأل الصادق فقال: اما قوله (فان خفتم أن لا تعدلوا) فإنه عنى في النفقة، واما قوله (ولن تستطيعوا) فإنه عنى في المودة، فإنه لا يقدر أحد ان يعدل بين امرأتين في المودة. قال: فرجعت إلى الرجل فأخبرته فقال هذا ما حملته من الحجاز.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»
الفهرست