مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٧١
به ينعش الله جمع العباد * ويجري البلاغة في الناطق أتاني برهانه معلنا * فدنت ولم أك كالمائق فمن صد بعد بيان الهدى * إلى حبتر وأبي حامق فقال الطاقي أحسنت الآن اتيت رشدك وبلغت أشدك وتبوأت من الخير موضعا ومن الجنة مقعدا، وأنشأ السيد يقول تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت ان الله يعفو ويغفر ودنت بدين غير ما كنت دائنا * به ونهاني سيد الناس جعفر فقلت هب اني قد تهودت برهة * وإلا فديني دين من يتنصر فاني إلى الرحمن من ذاك تائب * واني قد أسلمت والله أكبر ولست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت أخفي واظهر وأنشد:
أيا راكبا نحو المدينة جسرة * عذافرة يطوى بها كل سبسب إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقلت ولي الله وابن المهذب ألا يا امين الله وابن وليه * أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي إليك من الذنب الذي كنت مبطنا * أجاهد فيه دائبا كل مغرب واشهد ربي ان قولك حجة * على الناس طرا من مطيع ومذنب بذاك أدين الله سرا وجهرة * ولست وان عوتبت فيه بمعتب وأنشد فيه:
أمدح أبا عبد الاله * فتى البرية في احتماله سبط النبي محمد * حبل تفرع من حباله تغشى العيون الناظرات * إذا سمون إلى جلاله عذب الموارد بحره * يروى الخلائف من سجاله بحر أطل على البحور * يمدهن ندى بلاله سقت العباد يمينه * وسقى البلاد ندى شماله يحكي السحاب يمينه * والودق يخرج من خلاله الأرض ميراث له * والناس طرا في عياله يا حجة الله الجليل * وعينه وزعيم آله وابن الوصي المصطفى * وشبيه احمد في كماله
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست