مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣١٩
فضلني محمد بن علي؟ ثم أتيت إلى أبي جعفر فلما بصرني ضحك إلي ثم قال: يا جابر اقعد فإنه أول داخل يدخل عليك في هذا الباب عبد الله بن الحسن، فجعلت أرمق ببصري نحو الباب وأنا مصدق لما قال سيدي إذ أقبل يسحب أذياله، فقال له: يا عبد الله أنت الذي تقول: بماذا فضلني محمد بن علي ان محمدا وعليا ولداه؟ وقد ولداني ثم قال:
يا جابر احفر حفيرة واملاها حطبا جزلا واضرمها نارا، قال جابر: ففعلت فلما أن رأى النار قد صار جمرا أقبل عليه بوجهه فقال: إن كنت حيث ترى فادخلها لن تضرك، فقطع بالرجل، فتبسم في وجهي ثم قال: يا جابر فبهت الذي كفر.
أبو حمزة: انه ركب أبو جعفر إلى حائط له فسأله سليمان بن خالد: هل يعلم الامام ما في يومه؟ فقال: يا سليمان والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه بالرسالة انه ليعلم ما في يومه وما في شهره وما في سنته، ثم قال بعد هنيئة: الساعة يستقبلك رجلان قد سرقا سرقة قد أضمرا عليها، فاستقبلنا الرجلان، فقال أبو جعفر: سرقتما؟ فخلفا له بالله انهما ما سرقا، فقال: والله لئن أنتما لم تخرجا ما سرقتما لأبعثن إلى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما ولأبعثن إلى صاحبكما الذي سرقتما منه حتى يجئ يأخذ كما ويرفعكما إلى والي المدينة، ثم أمر غلمانه أن يستوثقوا منهما، قال: فانطلق أنت يا سليمان إلى ذلك الجبل فاصعد أنت وهؤلاء الغلمان فان في قلة الجبل كهفا فادخل أنت فيه بنفسك حتى تستخرج ما فيه وتدفعه إلى مولاي هذا فان فيه سرقة لرجل آخر وسوف يأتي، فانطلقت واستخرجت عيبتين وأتيت بهما أبا جعفر فرجعنا إلى المدينة وقد اخذ جماعة بالسرقة فقال أبو جعفر: ان هؤلاء برآء وليسوا هم بسراقة عندي، ثم قال للرجل: ما ذهب لك؟ قال: عيبة فيها كذا وكذا، فادعى ما ليس له، فقال أبو جعفر: لم تكذب!
فقال: أنت أعلم بما ذهب مني، فأمر له بالعيبة ثم قال للوالي: وعندي عيبة أخرى لرجل وهو يأتيك إلى أيام وهو رجل من برير فإذا أتاك فارشده إلي فان عيبته عندي وأما هذان السارقان فلست ببارح من ههنا حتى تقطعهما، قال أحدهما: والله يا أبا جعفر لقد قطعتني بحق، ثم جاء البربري إلى الوالي بعد ثلاث أيام فأرسله إلى أبي جعفر فقال له أبو جعفر: ألا أخبرك بما في عيبتك؟ فقال البربري: إن أخبرتني علمت أنك إمام فرض الله طاعتك، فقال أبو جعفر: ألف دينار لك والف دينار لغيرك ومن الثياب كذا وكذا، قال: فما اسم الرجل الذي له ألف دينار؟ قال: محمد بن عبد الرحمن وهو بالباب ينتظرك، فقال البربري: آمنت بالله وحده لا شريك له وبمحمد وأشهد انكم أهل بيت الرحمة الذين أذهب الله عنكم الرجس وطهركم تطهيرا.
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست