هو مثله في الفضل إلا أنه * لم يأته برسالة جبريل وقال آخر:
يا ابن الذين متى استقر هواهم * في نفس انسان هوى شيطانه فإذا أراد الله سرا للعلى * فهم على رغم العدى خزانه فصل: في آياته عليه السلام قيل لأبي جعفر (ع): محمد بن مسلم وجع، فأرسل إليه بشراب مع الغلام فقال الغلام: أمرني أن لا أرجع حتى تشربه فإذا شربته فائته، ففكر محمد فيما قال وهو لا يقدر على النهوض، فلما شرب واستقر الشراب في جوفه صار كأنما انشط من عقال فأتى بابه فاستؤذن عليه فصوت له: صح الجسم فادخل، فدخل وسلم عليه وهو باك وقبل يده ورأسه فقال: ما يبكيك يا محمد؟ قال: على اغترابي وبعد المشقة وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك، فقال: اما قلة المقدرة فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا، وأما ما ذكرت من الاغتراب فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا بالفرات صلى الله عليه، وأما ما ذكرت من بعد المشقة فان المؤمن في هذه الدار غريب وفي هذا الخلق منكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله، وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر الينا وانك لا تقدر على ذلك فلك ما في قلبك وجزاؤك عليه.
دلالات الحسن بن علي بن أبي حمزة عن بعض أصحابه عن مبشر بياع الزطي قال أقمت على باب أبي جعفر فطرقته فخرجت إلى جارية خماسية فوضعت يدي على يدها وقلت لها: قولي لمولاك هذا مبشر بالباب. فناداني من أقصى الدار: ادخل لا أبا لك ثم قال لي: أما والله يا مبشر لو كانت هذه الجدار يحجب أبصارنا كما يحجب عنكم أبصاركم لكنا وأنتم سواء، فقلت: جعلت فداك والله ما أردت إلا الازدياد في ذلك ايمانا. الحسن بن مختار عن أبي بصير قال: كنت أقرئ امرأة القرآن واعلمها إياه فمازحتها بشئ، فلما قدمت على أبي جعفر (ع) قال لي: يا أبا بصير أي شئ قلت للمرأة؟ فقلت بيدي هكذا يعني غطيت وجهي، فقال: لا تعودن إليها.
وفي رواية حفص البختري أنه قال لأبي بصير: أبلغها السلام فقل أبو جعفر يقرؤك السلام ويقول: زوجي نفسك من أبي بصير، قال: فأتيتها فأخبرتها، فقالت: والله لقد قال لك أبو جعفر هذا؟ فحلفت لها فزوجت نفسها مني.