مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٠٨
يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به. فردها وقال: يا ابن رسول الله ما قلت هذا الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله وما كنت لارزأ عليه شيئا، فردها إليه وقال: بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك، فقبلها، فجعل الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس، فكان مما هجاه به قوله:
أتحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس تهوى منيبها تقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعلينا له حولاء باد عيوبها فأخبر هشام بذلك فأطلقه وفي رواية أبي بكر العلاف انه أخرجه إلى البصرة.
فصل: في المفردات والنصوص عليه روى أبو بكر الحضرمي عن الصادق (ع) ان الحسين (ع) لما سار إلى العراق استودع أم سلمة الكتب والوصية، فلما رجع زين العابدين دفعتها إليه.
ابن الجارود عن الباقر: ان الحسين لما حضره الذي حضره دعا ابنته فاطمة الكبرى فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة، الخبر.
وروي عن الصادق في فضل زيارته: من زار إماما مفترضا طاعته وصلى أربع ركعات كتب الله له حجة مقبولة وعمرة مبرورة.
قال الزهري: كان بينه وبين محمد بن الحنفية منازعة في صدقات علي بن أبي طالب فقيل له: لو ركبت إلى الوليد بن عبد الملك ركبة لكف عنك من رغب شره فقال (ع) ويحك أفي حرم الله اسأل غير الله عز وجل انى لآنف ان اسأل الدنيا خالقها فكيف اسأل مخلوقا مثلي. قال الزهري: لا جرم ان الله تعالى القى هيبته في قلب الوليد حتى حكم له.
ويروى ان عمر بن علي خاصم علي بن الحسين إلى عبد الملك في صدقات النبي وأمير المؤمنين، فقال: يا أمير المؤمنين انا ابن المصدق وهذا ابن ابن فأنا أولى بها منه فتمثل عبد الملك بقول أبى الحقيق:
لا تجعل الباطل حقا ولا * تلط دون الحق بالباطل قم يا علي بن الحسين فقد وليتكها، فقاما فلما خرجا تناوله عمر وآذاه فسكت عنه ولم يرد عليه شيئا، فلما كان بعد ذلك دخل محمد بن عمر على علي بن الحسين فسلم عليه وأكب عليه يقبله، فقال علي: يا ابن عم لا تمنعني قطيعة أبيك ان أصل رحمك فقد زوجتك ابنتي خديجة ابنة علي.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست