مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٢٠
قال الصادق (ع): ان أبي قال ذات يوم: إنما بقي من أجلي خمس سنين فحسبت فما زاد ولا نقص.
أبو القاسم بن شبل الوكيل، بالاسناد عن محمد بن سليمان: ان ناصبيا شاميا كان يختلف إلى مجلس أبي جعفر (ع) ويقول له: طاعة الله في بغضكم ولكني أراك رجلا فصيحا، فكان أبو جعفر يقول: لن تخفى على الله خافية، فمرض الشامي فلما ثقل قال لوليه: إذا أنت مددت علي الثوب فائت محمد بن علي وسله ان يصلي علي، قال: فلما إن كان في بعض الليل ظنوا انه برد وسجوه، فلما ان أصبح الناس خرج وليه إلى أبي جعفر وحكى له ذلك فقال أبو جعفر: كلا ان بلاد الشام صرد والحجاز بلاد حر ولحمها شديد فانطلق فلا تعجلن على صاحبكم حتى آتيكم، قال ثم قام من مجلسه فجدد وضوءا ثم عاد فصلى ركعتين ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله ثم خر ساجدا حتى طلعت الشمس ثم نهض فانتهى إلى مجلس الشامي فدخل عليه فدعاه فأجابه ثم أجلسه فدعا له بسويق فسقاه وقال: املأوا جوفه وبرد أصدره بالطعام البارد، ثم انصرف وتبعه الشامي فقال: أشهد انك حجة الله على خلقه، قال: وما بدا لك؟ قال: اشهد اني عمدت بروحي وعاينت بعيني فلم يتفاجاني إلا ومناد ينادي. ردوا إليه روحه فقد كنا سألنا ذلك محمد بن علي، فقال أبو جعفر: أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله ويبغض العبد ويحب عمله، قال: فذلك من أصحاب أبي جعفر.
الثعلبي في نزهة القلوب، روي عن الباقر أنه قال: أشخصني هشام بن عبد الملك فدخلت عليه وبنو أمية حوله فقال لي: ادن يا ترابى، فقلت: من التراب خلقنا واليه نصير، فلم يزل يدنيني حتى أجلسني معه ثم قال: أنت أبو جعفر الذي تقتل بني أمية فقلت: لا، قال: فمن ذاك؟ فقلت: ابن عمنا أبو العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس، فنظر إلي وقال: والله ما جربت عليك كذبا، ثم قال: ومتى ذاك؟
قلت: عن سنيات والله ما هي ببعيدة، الخبر.
كتاب المعجزات: ان الباقر كان في عمرة اعتمرها في الحجر جالسا إذا أقبل جان حتى دنا من الحجر فطاف بالبيت أسبوعا ثم إنه أتى المقام فقام على ذنبه فصلى ركعتين وذلك عند زوال الشمس، فبصر به عطاء وأناس من أصحابه فأتوا أبا جعفر (ع) واستغاثوا إليه فقال: انطلقوا إليه فقولوا له: يقول لك محمد بن علي ان البيت يحضره أعبد وسودان وهذه ساعة خلوته منهم وقد قضيت نسكك ونحن نتخوف عليك منهم فلو خففت وانطلقت، قال: فكوم كومة من بطحاء المسجد ثم وضع ذنبه عليها ثم
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست