ضاحكا مسرورا حتى وافى الكوفة، فلما وافينا بت ليلتي فلما أصبحت أتيته إعظاما له فوجدته قد خرج علي وفي عنقه كعاب قد علقها وقد ركب قصبة وهو يقول:
ادخل منصور بن جمهور أميرا غير مأمور واجتمع عليه الصبيان وهو يدور معهم والناس يقولون: جن جابر، فوالله ما مضت إلا أيام حتى ورد كتاب هاشم بن عبد الملك إلى واليه يأمره بقتل جابر وانفاذ رأسه إليه، فقال لجلسائه: من جابر بن يزيد الجعفي؟
قالوا: أصلحك الله كان رجل له فضل وعلم فجن وهو دائر في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم، قال: فأشرف عليه ورآه معهم بينهم فقال: الحمد لله الذي عافاني من قتله، قال: ثم لم تمض إلا أيام حتى دخل منصور بن جمهور فصنع ما كان يقول جابر محمد بن مسلم قال: كنت عنده يوما فرجع زوج ورشان وهدلا هديلهما فرد عليهما أبو جعفر كلامهما ساعة ثم نهضا، فلما صار على الحايط هدل الذكر على الأنثى ساعة ثم طارا، فقلت له: جعلت فداك ما قال هذا الطائر؟ فقال: يا ابن مسلم كل شئ خلقه الله من طير أو بهيمة أو شئ فيه روح فإنه أطوع لنا وأسمع من ابن آدم. ان هذا الورشان ظن بانثاه سوءا فحلفت له ما فعلت فلم يقبل، فقالت: ترضى بمحمد بن علي؟
فرضيا بي، فأخبرته انه لها ظالم فصدقها.
أبو بصير قال: كنت مع أبي جعفر (ع) في المسجد إذ دخل عليه أبو الدوانيق وداود بن علي وسليمان بن مجالد حتى قعدوا في جانب المسجد فقال لهم: هذا أبو جعفر فأقبل إليه داود بن علي وسليمان بن مجالد فقال لهما: ما منع جباركم أن يأتيني؟ فعذروه عنده فقال: يا داود أما انه لا تذهب الأيام حتى يليها ويطأ الرجال عقبه ويملك شرقها وغربها وتدين له الرجال وتذل رقابها، قال: فلها مدة؟ قال: نعم والله ليتلقفنها الصبيان منكم كما تتلقف الكرة، فانطلقا فأخبرا أبا جعفر بالذي سمعا من محمد بن علي فبشراه بذلك، فلما وليا دعا سليمان بن مجالد فقال: يا سليمان بن مجالد انهم لا يزالون في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا دما - وأومى بيده إلى صدره - فإذا أصابوا ذلك الدم فبطنها خير لهم من ظهرها. فجاء أبو الدوانيق إليه وسأله عن مقالهما فصدقهما، الخبر.
فكان كما قال.
وفي حديث عاصم الحناط عن محمد بن مسلم انه سأل أبا جعفر (ع) دلالة، فقال:
يا ابن مسلم وقع بينك وبين زميلك بالربذة حتى عيرك بنا وبحبنا وبمعرفتنا؟ قال: اي والله جعلت فداك لقد كان ذلك فمن يخبركم بمثل ذلك؟ قال: يا ابن مسلم ان لنا خدما من الجن هم شيعة لنا أطوع لنا منكم.