(ضبط الغريب) الفرغل: الصغير من الضباع (1).
فلما كان من علي صلوات الله عليه ما كان، وفتح به على المسلمين ما فتحه قويت قلوبهم، وعلموا أن المشركين قد يئسوا من أن يلجوا الخندق عليهم، ووقع اليأس والخوف في المشركين، ونفدت أزوادهم، واختلفت آراؤهم في المقام والانصراف.
(نعيم بن مسعود) وأتى رسول الله صلوات الله عليه وآله نعيم بن مسعود بن عامر - رجل من غطفان ممن كان مع المشركين - فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت ولم يعلم قومي بإسلامي، فقد جئت إليك، فأمرني بما شئت.
فقال له رسول الله صلوات الله عليه وآله: إنما أنت فينا رجل واحد، فما عسى أن تغني عنا، ولكن انصرف إلى قومك واخذ لهم (2) عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة.
فمضى على ذلك، وكان نديما لبني قريظة، فأتاهم كالزائر لهم، فرحبوا به ووقروه، فلما خلا بهم قال: قد عرفتم مودتي لكم، وقد جئت إليكم ناصحا إن قبلتم مني.
قالوا: جزاك الله خيرا، ما نتهمك بل نحن ممن نثق بمودتك ونقبل نصيحتك، فقل ما أردت!