على كثير منهم فأسلموا. ونصب العداوة والبغضاء لرسول الله صلوات الله عليه وآله أكثرهم وبغوه الغوائل وأعلموا فيه الحيل، فأوقع ببغضهم ووادعه آخرون منهم. إذ خافوه، وهم على ذلك يعتقدون له المكروه.
فلما كان من أمر أحد ما كان رأوا أنها كانت فرصة، وأن الذين أتوه من المشركين لو أقاموا على المدينة وعلى حرب لرسول الله صلوات الله عليه وآله لظفروا به وبأهلها، وكان في ذلك راحتهم منه، وندموا إذ لم يعينوا المشركين عليه وأرسلوا إلى أبي سفيان بذلك، ووعدوه أن ينصروه وأن يكونوا بجماعتهم معه، فأصاب بذلك فرصة، وقال لهم: أنتم أهل كتاب، والعرب تركن إلى ما تقولون من تكذيب محمد، فلو حاجوهم وجوهكم واستفزوهم (1) وقرروا تكذيبه وما جاء به من الباطل عندهم