شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ١ - الصفحة ٢٧٩
تطايروا منها حوله، وأخذ حربة كانت بيد أحدهم، ثم استقبله، فطعنه بها - طعنة في عنقه - كاد أن يسقط لها عن فرسه، وولي هاربا. وكان قد لقي رسول الله صلوات الله عليه بمكة، فقال: يا محمد، والله لان لم تنته عما أنت عليه لأقتلنك، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إليه، وقال، بل أنا والله أقتلك يا أبي فلما لحق بأصحابه جعل يتغاشي (1). فقالوا له: ما بك، وما الذي أرعب فؤادك؟؟ وإنما هو خدش. قال: ويحكم، إنه قال لي بمكة: أنا أقتلك.
فوالله لو بصق علي لقتلني. فمات عدو الله بسرف (2)، وهم قافلون (3) إلى مكة.
وقيل: إن رسول الله صلوات الله عليه وآله صلى الظهر يوم أحد جالسا لما به من ألم الجراح، ولم يستطع القيام، وصلى معه من كان من المسلمين جلوسا.
قالوا: ولما لم يجد المشركون من رسول الله صلوات الله عليه وآله ما أرادوه كفوا واحتجزوا، وبقى رسول الله صلوات الله عليه وآله بالشعب (4) من أحد.
وتسامع الناس بأنه حي لم يمت فأتاه كثير منهم وأتاه عمر فيمن أتاه وتحدث المشركون بأن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم قد قتل، وأتى ابن قميئة أبا سفيان، وقال: أنا قتلته!، فركب أبو سفيان فرسه، وأتى نحو الشعب، فوقف عن بعد منه ونظر إلى عمر بن الخطاب. فدعاه، فقال له رسول الله صلوات الله عليه وآله: قم، فانظر ما يريد. فوقف إليه عمر، فقال له أبو سفيان:
أناشدك الله يا عمر أقتلنا محمدا؟
قال: اللهم لا، وانه ليسمع الآن كلامك!.

(1) أي مرتعدا فزعا خائفا.
(2) السرف: مكان على ستة أميال من مكة.
(3) أي عائدون.
(4) الشعب بالكسر واحد الشعاب للطريق بين الجبلين، أو ما انفجر بينهما، وشعب أحد: هو الذي نهض المسلمون برسول الله صلى الله عليه وآله إليه يوم أحد. (وفاء الوفاء للسمهودي ص 1243).
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤسسة 3
2 مقدمة المحقق 5
3 المؤلف والكتاب 17
4 محتويات الجزء الأول خطبة الكتاب 87
5 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها 89
6 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقصاكم علي 91
7 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا من علي 93
8 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 97
9 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه 99
10 علي عليه السلام كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 111
11 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني يؤدي ديني ويقضي عداتي 113
12 علي عليه السلام أمير المؤمنين والوصي والخليفة 116
13 نقد للطبري 130
14 إشراكه في الهدي 134
15 مناقب أمير المؤمنين عليه السلام 137
16 عائشة تعترف بفضله 140
17 حب الرسول له 143
18 الحسين وعبد الله بن عمرو بن العاص 145
19 علي حبيب الرسول 147
20 ما جاء في من ذم عليا عليه السلام أو أبغضه 151
21 خطبة علي على منبر الكوفة 159
22 بغض أهل البيت عليه السلام 161
23 صعصعة مع معاوية 170
24 محتويات الجزء الثاني سبق علي عليه السلام إلى الاسلام 177
25 اختصاص علي عليه السلام بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم 188
26 تفضيل علي عليه السلام 195
27 إطاعة علي عليه السلام وعدم مفارقته 216
28 ولاية علي عليه السلام 219
29 محتويات الجزء الثالث جهاد علي عليه السلام 253
30 غزوة بدر 262
31 غزوة أحد 267
32 غزوة حمراء الأسد 283
33 غزوة الخندق 287
34 غزوة خيبر 301
35 فتح مكة 304
36 غزوة بني جذيمة 309
37 غزوة حنين 311
38 سرايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 320
39 أحاديث في الجهاد 327
40 محتويات الجزء الرابع فصل في الناكثين والقاسطين والمارقين 337
41 فصل في الأمر بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين 337
42 فصل في اعتراض عائشة وحفصة على عمل عثمان 341
43 فصل في المواطن التي امتحن بها علي عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 345
44 من منابع الاختلاف 363
45 خطبة علي بعد بيعته 369
46 حرب الجمل 376
47 حرب الصفين 405
48 تخريج الأحاديث 417