شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ١ - الصفحة ٢٨٠
قال أبو سفيان: أنت أصدق عندي من ابن قميئة وأبر (1)، وذلك لقول ابن قميئة له: إنه قتل رسول الله صلوات الله عليه وآله. وانصرف. فقال رسول الله صلوات الله عليه وآله لعلي صلوات الله عليه: قم يا علي في آثار القوم، فانظر ماذا يصنعون. فان كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة، والذين نفسي بيده لان أرادوها لأسيرن إليهم، ثم لأناجزنهم دونها، فخرج علي صلوات الله عليه (2) في آثارهم حتى لحق بهم، وقد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل وساروا نحو مكة. فانصرف إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله، فأخبره.
ولما رأى الناس انصرافهم جاءوا إلى قتلاهم. وخرج رسول الله صلوات الله عليه وآله من الشعب فيمن كان معه ممن لحق به، فلما رآهم الناس مالوا إليهم ليعرفوا أمر رسول الله صلوات الله عليه وآله. قال كعب بن مالك (3): فعرفت عينيه صلوات الله عليه وآله تزهران (4) من تحت المغفر، فناديت بأعلى

(1) روى علي بن إبراهيم القمي في تفسيره 1 / 117: فقال أبو سفيان وهو على الجبل: أعل هبل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين: قل له: الله أعل وأجل. فقال، يا علي إنه قد أنعم علينا!!. فقال علي عليه السلام: بل الله أنعم علينا. ثم قال أبو سفيان: يا علي، أسألك باللات والعزى، هل قتل محمد؟. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام لعنك الله ولعن الله اللات والعزى معك، والله ما قتل محمد صلى الله عليه وآله وهو يسمع كلامك. فقال: أنت أصدق. لعن الله ابن قميئة زعم أنه قتل محمدا.
(2) وفي تفسير القمي أيضا ص 1 / 124: فمضى أمير المؤمنين عليه السلام على ما به من الألم والجراحات حتى كان قريبا من القوم. وفي إعلام الورى أيضا ص 93.
(3) وفي السيرة النبوية لابن هشام 3 / 31 عن ابن إسحاق قال: وكان أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وآله بعد الهزيمة وقول الناس: قتل رسول الله صلى الله عليه وآله - كما ذكر لي ابن شهاب الزهري - كعب بن مالك قال: عرفت عينيه تزهران.
(4) أي تضيئان.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤسسة 3
2 مقدمة المحقق 5
3 المؤلف والكتاب 17
4 محتويات الجزء الأول خطبة الكتاب 87
5 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها 89
6 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقصاكم علي 91
7 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا من علي 93
8 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 97
9 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه 99
10 علي عليه السلام كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 111
11 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني يؤدي ديني ويقضي عداتي 113
12 علي عليه السلام أمير المؤمنين والوصي والخليفة 116
13 نقد للطبري 130
14 إشراكه في الهدي 134
15 مناقب أمير المؤمنين عليه السلام 137
16 عائشة تعترف بفضله 140
17 حب الرسول له 143
18 الحسين وعبد الله بن عمرو بن العاص 145
19 علي حبيب الرسول 147
20 ما جاء في من ذم عليا عليه السلام أو أبغضه 151
21 خطبة علي على منبر الكوفة 159
22 بغض أهل البيت عليه السلام 161
23 صعصعة مع معاوية 170
24 محتويات الجزء الثاني سبق علي عليه السلام إلى الاسلام 177
25 اختصاص علي عليه السلام بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم 188
26 تفضيل علي عليه السلام 195
27 إطاعة علي عليه السلام وعدم مفارقته 216
28 ولاية علي عليه السلام 219
29 محتويات الجزء الثالث جهاد علي عليه السلام 253
30 غزوة بدر 262
31 غزوة أحد 267
32 غزوة حمراء الأسد 283
33 غزوة الخندق 287
34 غزوة خيبر 301
35 فتح مكة 304
36 غزوة بني جذيمة 309
37 غزوة حنين 311
38 سرايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 320
39 أحاديث في الجهاد 327
40 محتويات الجزء الرابع فصل في الناكثين والقاسطين والمارقين 337
41 فصل في الأمر بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين 337
42 فصل في اعتراض عائشة وحفصة على عمل عثمان 341
43 فصل في المواطن التي امتحن بها علي عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 345
44 من منابع الاختلاف 363
45 خطبة علي بعد بيعته 369
46 حرب الجمل 376
47 حرب الصفين 405
48 تخريج الأحاديث 417