فهذه خمسون حقا محيطا بك، لا تخرج منها (44) في حال من الأحوال، يجب عليك رعايتها، والعمل في تأديتها، والاستعانة بالله جل ثناؤه على ذلك، ولا حول ولا قوة الا بالله، والحمد لله رب العالمين).
قلت: قال السيد علي بن طاووس في فلاح السائل (45): وروينا باسنادنا في كتاب الرسائل، عن محمد بن يعقوب الكليني، باسناده إلى مولانا زين العابدين (عليه السلام)، أنه قال: (فاما حقوق الصلاة، فان تعلم أنها وفادة.) وساق مثل ما مر عن تحف العقول، ومنه يعلم أن هذا الخبر الشريف المعروف بحديث الحقوق، مروي في رسائل الكليني على النحو المروي في التحف، لا على النحو الموجود في الفقيه والخصال (46) المذكور في الأصل، والظاهر لكل من له انس بالأحاديث، ان الثاني مختصر من الأول، واحتمال أنه (عليه السلام) ذكر هذه الحقوق بهذا الترتيب مرة مختصرة لبعضهم، وأخرى بهذه الزيادات لاخر، في غاية البعد، ويؤيد الاتحاد أن النجاشي (47) قال في ترجمة أبي حمزة: وله رسالة الحقوق عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن حمزة قال:
حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، وهذا السند أعلى وأصح من طريق الصدوق في الخصال إلى محمد بن الفضيل، ولو كان في الرسالة هذا الاختلاف الشديد، لأشار إليه النجاشي كما هو ديدنه في أمثال هذا المقام، ثم إن الصدوق رواه في الخصال مسندا عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، وفي الفقيه عن إسماعيل بن الفضل، عنه، فتأمل. هذا ويظهر من بعض المواضع أن الصدوق رحمه الله كان يختصر الخبر الطويل، ويسقط منه