شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣١٨
فيه من الصيانة وحسن السمت والعلم والعبادة فإن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا وإن لم يكن فيك ما في أخيك (1) لم تغن عنك في ذلك شيئا. ولا يبعد ذلك أن يكون جعفر لحماقته عرض ذلك مرتين مرة على ابن الخاقان ومرة على الخليفة والله أعلم.
قوله (واستقله) أي رآه قليلا لا وزن له، والمعنى رآه في غاية القلة في العقل والنقص في الرأي.
* الأصل:
2 - علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال: كتب أبو محمد (عليه السلام) إلى أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوما: الزم بيتك حتى يحدث الحادث، فلما قتل بريحة كتب إليه قد حدث الحادث فما تأمرني؟ فكتب: ليس هذا

١ - قوله «وإن لم يكن فيك ما في أخيك» هذا الكلام يدل على صحة الخبر وهو جار في علماء الشيعة إلى زماننا بخلاف علماء أهل السنة فإن القضاة والمفتين في دولة الخلفاء كانوا منصوبين من قبلهم واعتاد الناس متابعة المنصوبين وترك المعزولين وكلما تقرب علماؤهم إلى السلاطين كان أنبه لشأنهم وأنفذ لكلمتهم وأما علماء الشيعة فكلما كانوا أبعد من الولاة وأقل معاشرة لهم كان أرفع لقدرهم وأوجب لإقبال الناس عليهم ولم يؤثر فيهم العزل والنصب واعتاد الشيعة أن ينقادوا لعالم عرفوا منه الفقاهة والورع وإن لم ينصبه أحد عليهم والعامة أن ينقادوا لمن نصبه الخلفاء وإن لم يعرفوا منه علما وورعا فصار دينهم ملعبة للولاة ومخالفتهم قليل التأثير في صرف الولاة عن مقاصدهم وتنفرهم غير ناجح في كسر سورتهم كما هو عند الشيعة فإن للدين وأهله وعلمائه أصالة واستقلالا يوجب صيانته عن تأثير الولاة ويطمئن بأن ما عليه أهل الدين في هذا الزمان هو الذي كان عليه قدماؤهم في عصر الأئمة اللهم إلا أن يكون بعضهم أخطأ في فهم حكم بسبب من الأسباب العلمية لا لتأثير الولاة من الخارج، وإنا نعلم أن أكثر أهل السنة والجماعة في زماننا متأثرون بالتشيع بحيث لو كانوا يبدون عقائدهم الحالية في عهد معاوية ومروان وهشام بن عبد الملك والحجاج والمتوكل وأمثالهم لعدوا من الشيعة وعوقبوا كما لو كان بناء أهل دمشق على أن يقولوا: علي كرم الله وجهه أو يزوروا مسجد رأس الحسين (عليه السلام) أو كان بناء أهل سامرا على أن يزوروا العسكريين (عليه السلام) كل ليلة جمعة وأن يكتبوا أسامي الأئمة الاثني عشر على كتيبة المساجد أو يكرموا أولاد علي وفاطمة عليهما السلام ويسموهم الشرفاء وأمثال ذلك كان جرما قطعا. (ش).
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417