شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣١٧
جعفر بن علي الكذاب واشتغلوا بالنهب والغارة وكانت همتي في مولاي القائم (عليه السلام) ابن ست سنين فلم يره أحد حتى غاب.
قوله (فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل) وهي صيقل الجارية كما يفهم من كمال الدين فوجه المعتمد خدمه فحملت إلى دار المعتمد فجعلن نساء المعتمد وخدمه ونساء الموفق وخدمه والقاضي ابن أبي شوارب يتعاهدن أمرها في كل وقت ويراعونها إلى أن ظهر بطلان الحمل.
قوله (مات حتف انفه) الحتف الهلاك والموت أي مات على فراشه من غير قتل ولا ضرب ولا سم ولا غرق ولا حرق. وخص الأنف لأن الروح يخرج منه بتتابع النفس، أو لأنهم كانوا يتخيلون أن المريض يخرج روحه من أنفه والجريح من جراحته.
قوله (فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه) روى الصدوق بإسناده عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: «قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة، وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي» وبإسناده عن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الكبير مولى الرضا (عليه السلام) قال خرج صاحب الزمان (عليه السلام) على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث عند مضى أبي محمد (عليه السلام) فقال له: «يا جعفر مالك تعرض في حقوقي» فتحير جعفر وبهت ثم غاب فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره فلما ماتت الجدة أم الحسن (عليه السلام) أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم جعفر وقال: هي داري لا تدفن فيها فخرج (عليه السلام) فقال له: «يا جعفر دارك هي» ثم غاب فلم ير بعد ذلك.
قوله (والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده) أي السلطان بعد ذلك التفتيش والتجسس وعدم ظهور الولد وبطلان الحمل يطلب أثر ولده خوفا من أن يكون له ولد مخفى يقوم مقام أبيه وقتا ما أو بالفعل.
قوله (فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي فقال اجعل لي مرتبة أخي) واعلم أن كلام الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة صريح في أن جعفرا عرض ذلك على الخليفة حيث قال وقد كان جعفر حمل إلى الخليفة عشرين ألف دينار لما توفي الحسن بن علي (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي ومنزلته فقال الخليفة: اعلم أن منزلة أخيك لم يكن بنا إنما كانت بالله عز وجل، ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه، وكان الله عز وجل يأبى إلا أن يزيده كل يوم رفعة (1) بما كان

1 - قوله «ألا أن يزيده كل يوم» يدل على ما ذكرنا من أن الخلفاء تركوا ما كان عليه هارون ومن قبله من التضيق على الشيعة الإمامية لما علموا أن مذهبهم ليس مما يعارض بالسيف فبنوا على المساهلة معهم وعرفوا أيضا أن أئمتنا عليهم السلام لا يريدون التوثب على السلطان ولا الاستعجال على الملك وكان بناؤهم على ترويج الدين وتحكيم أساسه ولذلك كانوا يأمرون شيعتهم بالصبر وانتظار الفرج ويمنعونهم من الاستعجال في طلب أمر له أجل معلوم، ثم إن الزيدية لم يكونوا في الأصول الفروع مخالفين للعامة كثيرا والإمامية يخالفونهم فيهما ومع ذلك لم يكن الخلفاء يخافون الإمامية مع كثرتهم ويخافون الزيدية مع قلتهم ويحاربونهم في كل صقع. وبالجملة فخبر ابن خاقان فيه فوائد كثيرة يعلم منه وضع الشيعة وحالهم في ذلك العصر. (ش).
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417