جعفر بن علي الكذاب واشتغلوا بالنهب والغارة وكانت همتي في مولاي القائم (عليه السلام) ابن ست سنين فلم يره أحد حتى غاب.
قوله (فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل) وهي صيقل الجارية كما يفهم من كمال الدين فوجه المعتمد خدمه فحملت إلى دار المعتمد فجعلن نساء المعتمد وخدمه ونساء الموفق وخدمه والقاضي ابن أبي شوارب يتعاهدن أمرها في كل وقت ويراعونها إلى أن ظهر بطلان الحمل.
قوله (مات حتف انفه) الحتف الهلاك والموت أي مات على فراشه من غير قتل ولا ضرب ولا سم ولا غرق ولا حرق. وخص الأنف لأن الروح يخرج منه بتتابع النفس، أو لأنهم كانوا يتخيلون أن المريض يخرج روحه من أنفه والجريح من جراحته.
قوله (فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه) روى الصدوق بإسناده عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: «قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة، وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي» وبإسناده عن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الكبير مولى الرضا (عليه السلام) قال خرج صاحب الزمان (عليه السلام) على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث عند مضى أبي محمد (عليه السلام) فقال له: «يا جعفر مالك تعرض في حقوقي» فتحير جعفر وبهت ثم غاب فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره فلما ماتت الجدة أم الحسن (عليه السلام) أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم جعفر وقال: هي داري لا تدفن فيها فخرج (عليه السلام) فقال له: «يا جعفر دارك هي» ثم غاب فلم ير بعد ذلك.
قوله (والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده) أي السلطان بعد ذلك التفتيش والتجسس وعدم ظهور الولد وبطلان الحمل يطلب أثر ولده خوفا من أن يكون له ولد مخفى يقوم مقام أبيه وقتا ما أو بالفعل.
قوله (فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي فقال اجعل لي مرتبة أخي) واعلم أن كلام الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة صريح في أن جعفرا عرض ذلك على الخليفة حيث قال وقد كان جعفر حمل إلى الخليفة عشرين ألف دينار لما توفي الحسن بن علي (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي ومنزلته فقال الخليفة: اعلم أن منزلة أخيك لم يكن بنا إنما كانت بالله عز وجل، ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه، وكان الله عز وجل يأبى إلا أن يزيده كل يوم رفعة (1) بما كان