شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣٠٦
الثالث (عليه السلام) من يحيى بن هرثمة في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وهذه نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن أمير المؤمنين عارف بقدرك، راع لقرابتك، موجب لحقك، يقدر من الأمور فيك وفي أهل بيتك ما أصلح الله به حالك وحالهم وثبت به عزك وعزهم وأدخل اليمن والأمن عليك وعليهم، يبتغي بذلك رضاء ربه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب والصلاة بمدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك وعند ما قرفك به ونسبك إليه من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في ترك محاولته وأنك لم تؤهل نفسك له وقد ولي أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك والتقرب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك، وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك والنظر إليك، فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما رأيت شخصت ومن أحببت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة، ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت تسير كيف شئت وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند مشيعين لك، يرحلون برحيلك ويسيرون بسرك والأمر في ذلك إليك حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من إخوته وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد له أثرة، ولا هو لهم أنظر وعليهم أشفق وبهم أبر وإليهم أسكن منه إليك إن شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة الله وبركاته; وكتب إبراهيم بن العباس وصلى الله على محمد وآله وسلم.
* الشرح:
قوله (من يحيى بن هرثمة) متعلق بأخذت قال الفاضل الإسترآبادي في كتاب الرجال: يحيى بن هرثمة روي أنه كان من الحشوية ثم تشيع (1) لما رأى من على بن محمد الرضا عليهم السلام.
قوله (أما بعد) هي كلمة يستعملها الخطيب والكاتب بين ما كان فيه من الحمد والثناء (2)

1 - قوله «ثم تشيع» روي أن الإمام (عليه السلام) لما تهيأ للخروج أمر الخياطين أن يهيئوا له ولخدمه ومن معه لبابيد وألبسة شتوية وكان زمان الصيف فتعجب يحيى من عمله وأن الشيعة كيف يعتقدون فيه ما يعتقدون مع أن هذا عمله حتى إذا خرجوا اتفق في بعض المنازل هبوب رياح ونزول أمطار واحتاجوا إلى تلك اللبابيد فهلك من أصحاب يحيى جماعة من البرد فدفنوا في تلك البقعة وقيل: إن بعض أصحابه كان خارجيا وكاتبه شيعيا وكانا قبل ذلك ينازعان في صحة ما رووا عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إن كل بلد لابد أن يدفن فيه أحد وأن تلك البقعة بعيدة عن العمران وعن المارة فكيف يمكن أن يدفن فيها أحد حتى وصلوا إلى المدينة ورجعوا فلما وافوا تلك البقعة اتفق الطوفان وهلك من هلك ودفن فيها. تشيع يحيى بن هرثمة لما رأى ذلك. (ش).
2 - قوله «بين ما كان فيه من الحمد» والمراد هنا بعد بسم الله الرحمن الرحيم قال اليعقوبي: كان يعنى المأمون أول من أثبتها على عنوانات كتب الخلفاء وكبر بعد كل صلاة فبقي ذلك سنة، وجول العلم عند مواقيت الصلاة، ونزع المقاصير من المساجد الجامعة وقال هذه سنة أحدثها معاوية. انتهى. (ش).
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417