شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣١٠
في هذا، فقالوا له: فإن لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكل ويشرب ويتعشق، قال:
ابعثوا إليه فجيئوا به حتى نموه به على الناس ونقول: ابن الرضا، فكتب إليه واشخص مكرما وتلقاه جميع بني هاشم والقواد والناس على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها وحول الخمارين والقيان إليه ووصله وبره وجعل له منزلا سريا حتى يزوره هو فيه، فلما وافى موسى تلقاه أبو الحسن في قنطرة وصيف وهو موضع تتلقى فيه القادمون، فسلم عليه ووفاه حقه، ثم قال له: إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ويضع منك فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط، فقال له موسى: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي؟
قال: فلا تضع من قدرك ولا تفعل فإنما أراد هتكك، فأبى عليه فكرر عليه، فلما رأى أنه لا يجيب قال: أما إن هذا مجلس لا تجمع أنت وهو عليه أبدا، فأقام ثلاث سنين، يبكر كل يوم فيقال له: قد تشاغل اليوم فرح، فيروح فيقال: قد سكر فبكره، فيبكر فيقال: شرب دواء، فمازال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل ولم يجتمع معه عليه.
* الشرح:
قوله (قصاف عزاف) القصف اللهو واللعب وهو أعم من العزف، وهو اللهو بالمعازف وهي الدفوف والعود والطنبور وغيرهما مما يضرب، وقيل: إن كل لعب عزف وعلى هذا لا يبقى الفرق بينهما إلا أن يراد بالقصف الكسر للعرض ونحوه.
قوله (حتى نموه على الناس ونقول ابن الرضا) التموية التدليس وإخفاء الحق يريد أن ندلس على الناس سيما على الأقاصي، ونقول: ابن الرضا فعل كذا وكذا من المنكرات فإنهم ينتقلون منه إلى أبي الحسن علي بن محمد فيتنفرون منه لأن اشتراك الاسم والنسب قد يضر وربما أراد بذلك كسر شأن الرضا (عليه السلام) أيضا وبالجملة قصده صرف قلوب الخلق عنهم.
قوله (على أنه إذا وافى) متعلق بكتب أي كتب إليه على هذه الشروط والمواعيد بالإحسان الموافق لطبعه، وقوله «وأشخص مكرما - إلى آخره» جملة معترضة لبيان كيفية وروده من استقبال الخلق أجمعين بأمر ذلك اللعين. والقطيعة الطائقة من أرض الخراج يقطعها السلطان من يريد، والقيان جمع القينة وهي الأمة المغنية أو الأعم منها، والمنزل السري، المنزل النفيس المختار الموافق للطبع بحسب الكم والكيف وحسن المنظر.
قوله (فأبى عليه) أي فأبى موسى على أبي الحسن محمد بن علي ولم يقبل قوله، وذلك لميل طبعه إلى لذات الدنيا فكرر عليه تلك النصيحة لعله يتذكر أو يخشى أو يحفظ عرضه فلما رأى (عليه السلام) أنه لا يجيب قوله ولا يسمع نصيحته قال له: إن هذا مجلس لا يجتمع أنت والمتوكل عليه أبدا فأقام موسى ثلاث سنين يبكر كل يوم ويأذن الدخول فيعلل البوابين ويقولون: هو اليوم مشغول بكذا،
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417