شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣٠٤
قوله (فنظر إليه) أي نظر إليه أبو الحسن (عليه السلام) (1) أو بالعكس.
* الأصل:
6 - الحسين بن محمد، عن رجل، عن أحمد بن محمد قال: أخبرني أبو يعقوب قال، رأيته - يعني محمدا - قبل موته بالعسكر في عشية وقد استقبل أبا الحسن (عليه السلام) فنظر إليه واعتل من غد، فدخلت إليه عائدا بعد أيام من علته وقد ثقل، فأخبرني أنه بعث إليه بثوب فأخذه وأدرجه ووضعه تحت رأسه، قال: فكفن فيه. قال أحمد: قال أبو يعقوب: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) مع ابن الخضيب فقال له ابن الخضيب: سر جعلت فداك، فقال له: أنت المقدم فما لبث إلا أربعة أيام حتى وضع الدهق على ساق ابن الخضيب ثم نعي. قال: وروي عنه حين ألح عليه ابن الخضيب في الدار التي يطلبها منه، بعث إليه: لأقعدن بك من الله عز وجل مقعدا لا يبقي لك باقية، فأخذه الله عز وجل في تلك الأيام.
* الشرح:
قوله (فأخبرني أنه بعث) أي أخبرني محمد بن الفرج أن أبا الحسن (عليه السلام) بعث إليه بثوب، وفيه أيضا دلالة على أنه (عليه السلام) كان عالما بأنه يموت.
قوله (رأيت أبا الحسن (عليه السلام) مع ابن الخضيب) (2) في إرشاد المفيد: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) مع

1 - قوله «نظر إليه أبو الحسن» يدل على أن موت محمد بن الفرج كان بعد أن نزل الإمام سامراء أعنى بعد سنة ثلاث وأربعين ولو فرضنا أنه رأى موسى بن جعفر (عليه السلام) قبل أن يقبض عليه هارون وهو ابن عشرين سنة زادت سنه على ثمانين وهو بعيد، واعتقاد مثل هذا الرجل بالإمامة مع منصبه وثروته وانحراف أمثاله حتى أخيه عن أهل البيت عليهم السلام وكون اتهامه بالتشيع غير مفيد بل مضرا بحاله ظاهرا يدل على أنه رأى من دلائل الإمامة فيهم ما لم ير بدا من متابعتهم، وأمثال هذه القرائن في الأئمة المتأخرين عن الرضا عليهم السلام أكثر لأنهم كانوا من أعيان الحضرة والأسرة الحاكمة منحلة عنهم أواصر كانت تقيد من قبلهم وأنظار المؤرخين وأصحاب السير مجلوبة إليهم، وذكر غير رواة الشيعة من أخبارهم ما يؤيد به روايتنا ويبين اعتقاد الشيعة فيهم وإن ما نعتقد فيهم في زماننا من الكرامات الإخبار بالغيب والعلم بالإلهام كان مستمرا من زمانهم وكان يعتقد أهل عصرهم فيهم نظير ما نعتقد والقرائن في كلام الموافق والمخالف فوق حد التواتر المتصل من زماننا إلى زمانهم، فلم يكن محمد بن الفرج يكتب إليه يسأله عن أمر ضياعه إلا وكان يعتقد علمه بما يصير إليه أمره. (ش).
2 - قوله «مع ابن الخضيب» كذا والصحيح الخصيب بالصاد المهملة كان أمير مصر في عهد الرشيد ومدحه أبو نواس بقصيدة منها قوله:
إذا ما تزر أرض الخصيب ركابنا * فأي فتى بعد الخصيب نزور والخصب ضد الجدب وكان ابنه أحمد كاتبا للمنتصر في عهد أبيه المتوكل ووزر له بعد قتل أبيه وبعده للمستعين ونفاه المستعين سنة 248 إلى جزيرة أقريطش وهي في بحر الروم تسمى في أيامنا كرت خرج منه جماعة من العلماء إلى أن استولى عليها الفرنج سنة 350. وكانت وفاته على ما ذكره ابن خلكان سنة 265 بعد رحلة الإمام (عليه السلام) بإحدى عشرة سنة، قالوا: وكان ابن الخصيب متهورا وقف له متظلم فأخرج رجله من الركاب وزج المتكلم في فؤاده فقتله وقال بعض الشعراء:
قل للخليفة يا ابن عم محمد * أشكل وزيرك أنه ركال أشكله عن ركل الرجال وأن ترد * مالا فعند وزيرك الأموال وقال اليعقوبي: تحامل الأتراك على أحمد بن الخصيب فسخط المستعين عليه ونفاه إلى المغرب بعد أربعة أشهر من ولايته فحمل في البحر إلى إقريطش ثم إلى القيروان. انتهى. فما يستفاد من هذا الخبر من موت ابن الخصيب قبل الإمام (عليه السلام) غير صحيح والرواية ضعيفة والراوي مجهول. (ش).
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست