ابن المغازلي بإسناده في كتاب المناقب يرفعه إلى أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «يا فاطمة، إنا أهل البيت اعطينا سبع خصال لم يعطها أحدا من الأولين والآخرين قبلنا - أو قال:
الأنبياء ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا - نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك ووصينا أفضل الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا أفضل الشهداء وهو حمزة عمك ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو ابن عمك ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك ومنا - والذي نفسي بيده - مهدي هذه الامة».
قوله (ألا وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب) أراد بالشهداء من استشهد في عصره إلى سالف الزمان، أو العام مخصص بالحسين (عليه السلام) فلا ينافي أن الحسين (عليه السلام) أفضل الشهداء على الإطلاق.
قوله (وجعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان) أي بدمه، في كتاب إكمال الإكمال جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) يكنى أبا عبد الله وكان أكبر من أخيه علي بعشر سنين وكان من المهاجرين الأولين هاجر إلى الحبشة وقدم منها على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعانقه وقال: «ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خيبر» وكان قدومه من الحبشة في السنة السابعة وقال له: «أشبهت خلقي وخلقي» ثم غزى غزوة مؤتة سنة ثمان فقتل فيها بعد أن قاتل حتى قطعت يداه معا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله تعالى أبدله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء، فمن ثم قيل له: ذو الجناحين، ولما بلغه (صلى الله عليه وآله) نعى جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها فيه، فدخلت فاطمة تبكى وتقول واعماه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله تعالى أبدله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة على مثل جعفر فلتبك البواكي».
قوله (ثم تلا هذه الآية: (ومن يطع الله والرسول) أشار به إلى فضل شيعتهم وكمال اتصافهم بهم ظاهرا وباطنا مع ما فيه من الترغيب في طاعة الرسول وطاعة أولى الأمر من بعده حيث علم أن ثمرتها مرافقة هؤلاء الأخيار ومصاحبة هؤلاء الأبرار.
قوله (وحسن اولئك رفيقا) فيه معنى التعجب لزيادة الترغيب في الطاعة قال القاضي: و «رفيقا» نصب على التميز أو الحال ولم يجمع لأنه يقال للواحد والجمع كالصديق أو لأنه اريد وحسن كل واحد رفيقا.
قوله (ذلك الفضل من الله) ذلك مبتدأ وإشارة إلى ما للمطيعين من الأجر ومزيد الهداية ومرافقة هؤلاء الأخيار، أو إلى فضل هؤلاء الأخيار وعلو منزلتهم، والفضل صفة «ذلك» و «من الله» خبره أو الفضل خبره و «من الله» حال والعامل فيه معنى الإشارة كذا في تفسير القاضي.