شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٨٢
مرتين) مرة لإيمانهم ومرة لتقيتهم، واعلم أن الإيمان كما سيجئ هو التصديق القلبي وحده والإقرار باللسان شرط لقبوله أو دليل على تحققه وثبوته، ومنهم من جعل الإيمان مركبا من المجموع وعلى التقديرين يسقط الإقرار عند التعذر بالنطق كما في حال التقية ونحوها، وترك أبي طالب للإقرار إنما هو للتقية فلا نقصان في إيمانه على أن تركه مطلقا غير ثابت بل الظاهر أنه تركه عند الناس لا عند النبي (صلى الله عليه وآله) وحده، ومما ذكرنا ظهر اندفاع ما ذهب إليه بعض العامة من أنه قد ثبت في السير أن أبا طالب كان مصدقا بقلبه وحده والتصديق القلبي مع القول بأنه هو الإيمان وحده لا ينفع لأن الإقرار شرط لقبوله على أن الإقرار لا يجوز تركه مع القدرة اتفاقا وأما إنه شرط لقبول الإيمان فهو محل كلام.
* الأصل:
135 - الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد الأزدي، عن إسحاق بن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) قال: قيل له: إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافرا؟ فقال: كذبوا كيف يكون كافرا وهو يقول:
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب وفي حديث آخر: كيف يكون أبو طالب كافرا وهو يقول:
لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبأ بقيل الأباطل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل * الشرح:
قوله (ألم تعلموا أنا) الخطاب للمنكرين والمقرين جميعا للدعوة والتثبيت أو للمنكرين فقط والاستفهام على حقيقته أو للتقرير والتوبيخ والتشبيه بموسى في أصل النبوة والعزم وكونه صاحب شريعة وشوكة ولا ينافي ذلك فضله عليه، والمراد بكونه مخطوطا في أول الكتب كون اسمه ونعته مذكورا في الكتب المتقدمة وفيه دلالة على أن كل من أنكره أنكره حسدا وعنادا كما يشعر به قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم).
قوله (لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبأ بقيل الأباطل) هذا البيت وتاليه في قصيدة مشهورة لأبي طالب (رضي الله عنه) عند العامة والخاصة وأكثر أبياتها مذكورة في الطرائف، والعبأ المبالاة بالشيء والاعتناء وإنما قال «ابننا» ولم يقل «محمد» للافتخار به يعني قد علموا والله أن ابننا محمدا غير مكذب لدينا لطلوع أنوار الصدق من مطلع لسانه وظهور ضياء الحق من أفق بيانه، وعلموا أيضا أنه لا يبالي بقول أهل الباطل الذين ينكرون نبوته ويدعون مع الله إلها
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417