توصية، والوصية والوصاية إسمان في معنى المصدر، منه قوله تعالى: (حين الوصية) ثم سمى الموصى به وصية ومنه قوله تعالى: (من بعد وصية توصون بها).
قوله (في أمتك عند أهل بيتك) خبر بعد خبر أو حال عن الوصية على تقدير الجواب والعامل معنى أنبه أو أشير.
قوله (أي أهل بيتي) هذا السؤال مع علمه (صلى الله عليه وآله) بوصيته للاطمئنان كما قال خليل الرحمن (ولكن ليطمئن قلبي).
قوله (قال نجيب الله منهم) أي من أهل بيتك، والنجيب الكريم السخي الفاضل البين النجابة وقد نجب ينجب نجابة إذا كان فاضلا نفيسا في نوعه، والمراد بها علي بن أبي طالب (عليه السلام) والفاعل في قوله «ليرثك» ضمير يعود إليه.
قوله (كما ورثه إبراهيم) من الأنبياء السابقين والتشبيه باعتبار أن وراثته كان أظهر وأشهر لا باعتبار أنها كانت أقوى وأكمل.
قوله (وميراثه لعلي) أي ميراث علم النبوة أو ميراث إبراهيم (عليه السلام) وفيه تصريح بما رمز إليه أولا.
قوله (فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل) الأمر للحتم والوجوب كسائر الواجبات فلا يرد ما يقول الجهلة من الناس من أنه (عليه السلام) كان يعلم بقتله وقتل أصحابه فلم ارتكبه وقد قال الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)؟ ولم يعلموا أن الإلقاء إليها لا يجوز إذا لم يكن بأمر الله تعالى وأما إذا كان بأمره فهو جائز بل واجب كما انه لا يجوز لأحدنا الفرار عن الزحف مع ضعف العدو وإن غلب الهلاك ولا شبهة في أن تكليفهم فوق تكليفنا فإذا أوجب الله تعالى عليهم القتال مع أضعاف العدو لمصلحة منها أن لا يكون للخلق حجة على الله يوم القيامة بعدم وجدانهم داعيا إليه فلا محالة وجب عليهم الإقدام ولا يجوز لهم القعود.
قوله (أن اصمت واطرق) من أطرق الرجل إذا سكت فلم يتكلم فالعطف للتفسير أو من أطرق إذا أرخى عينيه ينظر إلى الأرض كما يفعله المهموم المتفكر وهو كناية عن الإعراض عن الناس.
قوله (لما حجب العلم) لما بفتح اللام وشد الميم أو بكسر اللام وما مصدرية، وهو على التقديرين تعليل للسكوت وعدم إفشاء علم الشرائع ودعوة الخلق إليه لعدم انتفاعهم به ولقتلهم إياه مثل أبيه (عليهما السلام).
قوله (واصطنع الأمة) أي ربهم تربية وأحسن إليهم إحسانا وأخرجهم من الجهل إلى العلم ومن الظلمة إلى النور، من اصطنعته ربيته وأخرجته.
قوله (وقم بحق الله عزوجل) أي قم بإظهاره متشمرا مجتهدا فيه من غير فتور ولا توان، يقال: