(ألا ترون إلى قوله) في وصف ذات الواجب (لا من شيء كان) (1) وفي وصف فعله إيجاده (ولا من شيء خلق ما كان فنفى بقوله لامن شيء كان معنى الحدوث) عن ذاته تعالى إذ حدوث كل حادث يستلزم أن يكون وجوده من شيء (2) ونفي اللازم مستلزم لنفي الملزوم.
(وكيف أوقع) عطف على قوله «نفى» عطف الإنشاء على الإخبار، ومن لم يجوز ذلك فله أن يقول:
هذا الكلام وإن كان بحسب الظاهر إنشاء للتعجب عن الإيقاع لكنه في الحقيقة إخبار بحصول التعجب له، وهذا القدر كاف في صحة العطف.
(على ما أحدثه صفة الخلق والاختراع بلا أصل ولا مثال، نفيا لقول من قال) من الدهرية والملاحدة و «نفيا» مفعول له لقوله أوقع.
(إن الأشياء) أي الأشياء الجزئية (كلها محدثة بعضها من بعض) (3) على سبيل التسلسل والتعاقب في الجزئيات الغير المتناهية والنوع منضبط تحتها، فإنهم يقولون: كل واحد من أفراد الإنسان مثلا محدث ونوعه قديم (4) وليس ثم إنسان أول وإنما هو إنسان من نطفة والنطفة من إنسان لا إلى النهاية