وهو أنه خلق الأشياء لا من شيء (فنفى من) بإدخال حرف النفي عليها وأنكر عليهم إدخال «من» على حرف النفي (إذ كانت) يعني «من» (توجب شيئا) (1) فلو دخلت على حرف النفي كما قالوا لزم التناقض في قولهم «من لا شيء» كما عرفت (ونفي الشيء) إشارة إلى أن النفي في قولنا «لا من شيء» راجع إلى مفهوم «من» الابتدائية، ومفهوم مدخولها وهو الشيء كليهما، لا إلى مفهوم من وحده حتى يلزم وجود شيء قبل خلقه للأشياء.
(إذ كان كل شيء مخلوقا محدثا لا من أصل) تعليل لنفي «من» ونفي الشيء جميعا وهو في الحقيقة سند للمنع كما يظهر بالتأمل.
(أحدثه الخالق) (2) لا من أصل، وهذا تأكيد للسابق ومبالغة في أن خلقه بمحض الاختراع من غير