شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٩٣
باب الخير والشر (1) * الأصل:
1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن محبوب وعلي بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن مما أوحى الله إلى موسى (عليه السلام) وأنزل عليه في التوراة: أني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الخير وأجريته على يدي من أحب، فطوبى لمن أجريته على يديه، وأنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يدي من أريده، فويل لمن أجريته على يديه.
* الشرح:
(عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن محبوب وعلي بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن مما أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام) وأنزل عليه في التوراة) العطف للتفسير مع احتمال أن يكون الإيجاد قبل الإنزال (إني أنا الله لا إله أنا) إشارة إلى التوحيد في الذات والصفات (خلقت الخلق) إشارة إلى التوحيد في كونه مبدأ لجميع المخلوقات مع احتمال أن يراد بالخلق الخلق القابل للخير والشر بقرينة المقام (وخلقت الخير وأجريته على يدي من أحب فطوبى لمن أجريته على يديه) طوبى فعلى من الطيب والواو منقلبة عن الياء لا نضمام ما قبلها وقيل: هي اسم شجرة في الجنة وعلى التقديرين فهو مبتدأ والمعنى له طيب العيش أو له الجنة لأنها تستلزم طيبه (وأنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يدي من أريده) أي من أريد إجراءه

1 - قوله: «الخير والشر» إما أن يراد بالخير والشر الطاعة والمعصية أو أعم منهما ومن الخيرات والشرور التكوينية، والشبهة في الأول من جهتين، وفي الثانية من جهة واحدة; لأن الخيرات التكوينية كالمعادن والنباتات والحيوانات النافعة لا شبهة في حسن إيجادها من الحكيم تعالى وإنما الشبهة في الموجودات الضارة كالسموم والسباع والعقارب والحيات وأما الطاعة والمعصية فخلقهما مطلقا يوجب الجبر لا فرق بين الخير والشر ولكن ليس في الإجبار على الخير ظلم من حيث هو إلا إذا اختص ذلك ببعض الناس وحرم الآخرون، والاشكال إنما هو في الإجبار على الشر والمعاصي ويرجع الأمر بالأخرة إلى توجيه صدور الشرور عنه تعالى أعم من المعاصي أعني أسبابها والقدرة عليها وخلق من يعلم أنه يعصي، أو من الأمور التكوينية كالأمراض والآلام.
والجواب المشترك: أن الشر مجعول بالعرض كما بينا مفصلا في بعض الحواشي قريبا، ويشير إليه الشارح في شرح الحديث الأول. (ش)
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست