شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ١٥١
لسان نبي) حال عن الألسنة (على أن يبينوا التوحيد بمثل ما أتي به - بأبي وأمي) صلوات الله عليه (ما قدروا عليه) لظهور أن علم التوحيد من جهة الوحي، والعقل البشري عاجز عن إدراك ما في عالم القدس بالاستقلال. وقوله: «بأبي وأمي» كلمة معتادة للعرب يقال لمن يعز عليهم، ولا يختلج في وهمك أنه كيف يحسن التفدية هنا بعد الموت وهي غير ممكنة لأنه لا بشرط في إطلاقها في عرفهم إمكان الفدية وليس الغرض منها تحقيق الفدية بل تخييلها وإيهامها للاسترقاق وتخييل المقول له أنه عزيز في نفس القائل إلى غاية أنه أرجح من أبيه وأمه بحيث يفديه بهما، وظاهر أنه مما يفعل في الطبع ميلا من المقول له (ولولا إبانته (عليه السلام)) وتمييزه للحق عن الباطل في أمر التوحيد (ما علم الناس كيف يسلكون سبيل التوحيد); لأن سبيل التوحيد دقيق وبحر معرفته عميق يعجز الغواصون قبل الوصول وإن بالغوا ويضل الوصافون قبل البلوغ وإن جاهدوا، وقد ضل جمع كثير من المتكلمين بأوهامهم وجم غفير من المعتمدين بأفهامهم في أول مرتبة من مراتب السلوك وأول ظلمة من ظلمات الشكوك.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست