كان من شأن المحدود ذلك، ولما كانت هذه اللوازم باطلة في حقه تعالى كما أشار إليه بقوله (لأنه بالكيفية لا يتناهى إليه) أي إلى حد كان ملزومها وهو وجدانهم بالتحديد باطلا أيضا.
وقال سيد المحققين: الضمير في «حدوده» يعود إلى الحمل، يعني لا يحدون حدود حمل معرفته إذ بالوصف لا يبلغ إلى مداه، وبالصفة لا يدرك منتهاه وبالكيفية لا يتناهى إلى حد.
* الأصل:
علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار، ومحمد بن الحسن، عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني وأبا الحسن (عليه السلام) الطريق في منصرفي من مكة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق فسمعته يقول: من اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع، فتلطفت في الوصول إليه، فوصلت فسلمت عليه، فرد علي السلام ثم قال: يا فتح من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق ومن أسخط الخالق فقمن أن يسلط الله عليه سخط المخلوق وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده، والأبصار عن الإحاطة به جل عما وصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه، وقرب في نأيه فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعيد، كيف الكيف فلا يقال:
كيف، وأين الأين فلا يقال: أين؟ إذ هو منقطع الكيفوفية والأينونية.
* الشرح:
(علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار، ومحمد بن الحسن، عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني وأبا الحسن (عليه السلام)) هو أبو الحسن الثاني مولانا الرضا (عليه السلام) كما يظهر من كتاب العيون للصدوق - رحمه الله -.
وقال بعض الأفاضل: المعلوم من كتاب كشف الغمة أنه أبو الحسن الثالث (عليه السلام).
(الطريق في منصرفي من مكة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق فسمعته يقول: من اتقى الله) بالعدل في القول والعمل سرا وعلانية (يتقى) لكمال الارتباط بينه وبين الحق ولهذا كان المتقون يمرون على السباع غير مكترثين بها، وإقبال الأسد الذي كان جاثما في الطريق مع اللبوة وأشبالها إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبصبصه له بذنبه ودنوه منه إلى أن مسح قدمه بوجهه وتكلمه معه بكلام ذلق فصيح وتسليمه، أمر مشهور في كتاب العدة وغيره مذكور، ومثله وقع للصادق (عليه السلام) قال: ذو الفاخر صاحب العدة: حدث أبو حازم عبد الغفار بن الحسن قال: قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة وأنا معه وذلك على عهد المنصور وقدمها أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي فخرج جعفر بن محمد صلوات الله عليهما يريد الرجوع إلى المدينة فشيعه العلماء وأهل الفضل من الكوفة وكان فيمن شيعه ثوري