سماعهن ما يلقي إلى وصيه (عليه السلام) من الأسرار الإلهية.
(فلا يبقى عنده غيري وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة ولا أحد من بني) لأن تعليمهم أيضا كان مقصودا.
(وكنت إذا سألته) عن كل ما اشتبه علي وعن كل ما أردت تعلمه.
(أجابني) عنه وعلمنيه.
(وإذا سكت عنه) عن كل ما اشتبه علي وعن كل ما أردت تعلمه.
(وفنيت مسائلي ابتدأني) في التعليم كل ذلك لكمال لطفه وشفقته علي ونهاية اهتمامه على هدايتي إلى الأسرار الإلهية، وفيه إرشاد للمعلم الرباني إلى كيفية التعليم لمتعلمه إذا وجده أهلا لذلك.
(فما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي) الإملاء منقوص يائي لا مهموز، تقول: أمليت الكتاب إذا أنشأت ألفاظه ومعانيه.
(فكتبتها بخطي) وهو المصحف الذي جاء به للصحابة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) فلم يقبلوه منه.
(وعلمني تأويلها وتفسيرها) قيل: التأويل إرجاع الكلام وصرفه عن معناه الظاهري إلى معنى أخفى منه (1) مأخوذ من آل يؤول إذا رجع وقد تقرر أن لكل آية ظهرا وبطنا، والمراد أنه (صلى الله عليه وآله) أطلعه على تلك البطون المصونة وعلمه تلك الأسرار المكنونة، والتفسير كشف معنى اللفظ وإظهاره مأخوذ من الفسر وهو مقلوب السفر، يقال أسفرت المرأة على وجهها إذا كشفته وأسفر الصبح إذا ظهر.
(وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها (2) ودعا الله لي بما دعا) قيل: دعا