المبالغة في الوصف (1) وإذا كان حال القرآن الكريم وشأنه (عليه السلام) ذلك فلا يجوز لأحد أن يتكلم في الأحكام وغيرها برأيه وقياسه، بل يجب عليه الرجوع إليهما والتمسك بذيل إرشادهما.
* الأصل:
9 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ونحن نعلمه».
* الشرح:
(عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم) من أحوال المبدأ وبدء الإيجاد وكيفية أحوال القرون الماضية وما وقع بينهم وجرى عليهم.
(وخبر ما بعدكم) من أحوال المعاد وكيفية الحشر وما يتبعه وأحوال البرزخ وما يجري فيه وأحوال القرون الآتية وما يقع بينهم ويجري عليهم.
(وفصل ما بينكم) من القضايا الشرعية والأحكام الإلهية.
(ونحن نعلمه) أي ونحن نعلم جميع ذلك بإلهام إلهي وتعليم نبوي، وفيه تأكيد بليغ مفيد للتقرير والحصر للتنبيه على أنه يجب على غيرهم الرجوع إليهم والتعلم بين يديهم لأنهم ألسنة الحق وأزمة الصدق كما يدل عليه أيضا حديث: «إني تارك فيكم الثقلين» ولا يجوز استعمال الرأي في القرآن لأنه بحر لا يدرك قعره البصر، ولا يتغلغل إليه الفكر ولا استعلام ما فيه القياس، ولا الرجوع فيه إلى سائر الناس الذين يحملون القرآن على آرائهم ويعطفون الحق على أهوائهم، صورتهم صورة إنسان وقلوبهم قلوب حيوان.