على ما رزق الله. ولا يلومهم على ما لم يؤته الله، فإن رزقه (1) لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كره كاره. ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه قبل موته كما يدركه الموت.
وقال عليه السلام: من شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحنه أذنه (2) ولا يمتدح بنا معلنا (3). ولا يواصل لنا مبغضا. ولا يخاصم لنا وليا ولا يجالس لنا عائبا. قال له مهزم (4): فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة؟ (5) قال عليه السلام: فيهم التمحيص (6) وفيهم التمييز وفيهم التنزيل، تأتي عليهم سنون تفنيهم وطاعون يقتلهم. واختلاف يبددهم.
شيعتنا من لا يهر هرير الكلب (7) ولا يطمع طمع الغراب ولا يسأل وإن مات جوعا. قلت:
فأين أطلب هؤلاء؟ قال عليه السلام: اطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم (8)، المنتقلة دارهم، الذين إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا. وإن مرضوا لم يعادوا. وإن خطبوا لم يزوجوا. وإن رأوا منكرا أنكروا. وإن خاطبهم جاهل سلموا وإن لجأ إليهم ذو الحاجة منهم رحموا. وعند الموت هم لا يحزنون. لم تختلف قلوبهم وإن رأيتهم اختلفت بهم البلدان.
وقال عليه السلام: من أراد أن يطول عمره فليقم أمره. ومن أراد أن يحط وزره فليرخ ستره (9). ومن أراد أن يرفع ذكره فليخمل أمره (10).
وقال عليه السلام: ثلاث خصال هن أشد ما عمل به العبد: إنصاف المؤمن من نفسه ومواساة