إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون (1) ": تعالى الله عما يدين به أهل التفويض علوا كبيرا.
لكن نقول: إن الله عز وجل خلق الخلق بقدرته، وملكهم استطاعة تعبدهم بها، فأمرهم ونهاهم بما أراد (2) فقبل منهم اتباع أمره ورضي بذلك لهم. ونهاهم عن معصيته وذم من عصاه وعاقبه عليها ولله الخيرة في الأمر والنهي، يختار ما يريد ويأمر به وينهى عما يكره ويعاقب عليه بالاستطاعة التي ملكها عباده لاتباع أمره واجتناب معاصيه، لأنه ظاهر العدل والنصفة والحكمة البالغة، بالغ الحجة بالاعذار والانذار وإليه الصفوة يصطفي من عباده من يشاء لتبليغ رسالته واحتجاجه على عباده، اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله وبعثه برسالاته إلى خلقه، فقال من قال من كفار قومه حسدا واستكبارا:
" لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (3) " يعني بذلك أمية بن أبي الصلت وأبا مسعود الثقفي (4)، فأبطل الله اختيارهم ولم يجز لهم آراءهم حيث يقول: