تحف العقول - ابن شعبة الحراني - الصفحة ٣٥٠
غيره ضاعوا وهلكوا جوعا فمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير، أو دراهم يملكها الانسان وهو يريد أن يمضيها فأفضلها ما أنفقه الانسان على والديه. ثم الثانية على نفسه وعياله، ثم الثالثة على القرابة وإخوانه المؤمنين (1) ثم الرابعة على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله وهو أخسها أجرا. وقال النبي صلى الله عليه وآله للأنصاري - حيث أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق (2) ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار -: " لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين. ترك صبية صغارا (3) يتكففون الناس. ثم قال: حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إبدأ بمن تعول الأدنى فالأدنى.
ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ونهيا عنه مفروض من الله العزيز الحكيم قال: " الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما (4) " أفلا ترون أن الله تبارك وتعالى عير ما أراكم تدعون إليه والمسرفين (5) وفي غير آية من كتاب الله يقول:
" إنه لا يحب المسرفين (6) فنهاهم عن الاسراف ونهاهم عن التقتير لكن أمر بين أمرين لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وآله:
" أن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو على والديه. ورجل يدعو على غريم (7) ذهب له بمال ولم يشهد عليه. ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله

(1) في الكافي [على قرابته الفقراء].
(2) الرقيق: المملوك للواحد والجمع وقد يجمع على أرقاء أيضا.
(3) الصبية - بالتثليث -: جمع صبي. وتكفف الرجل: سأل كفا من الطعام أو ما يكف به الجوع: أو أخذ الشئ ببطن كفه.
(4) سورة الفرقان آية 67. والقتر: القليل من العيش يقال: فلان قتر على عياله: ضيق عليهم في النفقة والمقتر: الفقير المقل.
(5) في الكافي [أفلا ترون ان الله غير ما أراكم تدعون الناس إليه من الأثرة على أنفسهم وسمى من فعل ما تدعون الناس إليه مسرفا].
(6) سورة الأنعام آية 141 والأعراف 31.
(7) الغريم: المديون. وفى الكافي [ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه].
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست