ظل ممدود إلى أجل معدود. رحم الله عبدا سمع حكما فوعى ودعي إلى الرشاد فدنا وأخذ بحجزة ناج هاد فنجا (1)، قدم خالصا وعمل صالحا [قدم] مذخورا واجتنب محذورا، رمى غرضا (2) [وأحرز عوضا]، كابر هواه وكذب مناه، جعل الصبر مطية نجاته والتقوى عدة وفاته (3)، لزم الطريقة الغراء والمحجة البيضاء. واغتنم المهل وبادر الاجل وتزود من العمل.
وقال عليه السلام لرجل: كيف أنتم؟ فقال: نرجو ونخاف، فقال عليه السلام: من رجا شيئا طلبه ومن خالف شيئا هرب منه، ما أدري ما خوف رجل عرضت له شهوة فلم يدعها لما خاف منه وما أدري ما رجاء رجل نزل به بلاء فلم يصبر عليه لما يرجو.
وقال عليه السلام لعباية بن ربعي (4) وقد سأله عن الاستطاعة التي نقوم ونقعد ونفعل:
إنك سألت عن الاستطاعة فهل تملكها من دون الله، أو مع الله، فسكت عباية، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إن قلت: تملكها مع الله قتلتك وإن قلت: تملكها دون الله قتلتك، [ف] قال عباية: فما أقول؟ قال عليه السلام: تقول: إنك تملكها بالله الذي يملكها من دونك فإن ملكك إياها كان ذلك من عطائه وإن سلبكها كان ذلك من بلائه، فهو المالك لما ملكك والقادر على ما عليه أقدرك (5).
قال الأصبغ بن نباتة (6): سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أحدثكم بحديث