16.
(باب) * (في خبر أبي المويهب الراهب) * وكان أبو المويهب الراهب من العارفين بأمر النبي صلى الله عليه وآله وبصفته، وبوصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
37 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلي بن أحمد بن محمد، ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن محمد قال: حدثني أبي، وقيس بن سعد الديلمي (1) عن عبد الله بحير الفقعسي (2)، عن بكر بن عبد الله الأشجعي، عن آبائه قالوا: خرج سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وعبد مناة بن كنانة، نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن - يعمر بن نعمامة بن عدي تجارا إلى الشام فلقيهما أبو المويهب الراهب فقال لهما:
من أنتما؟ قالا: نحن تجار من أهل الحرم من قريش، فقال لهما: من أي قريش؟
فأخبراه، فقال لهما: هل قدم معكما من قريش غيركما؟ قالا: نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد، فقال أبو المويهب، إياه والله أردت، فقالا: والله ما في قريش أخمل ذكرا منه إنما يسمونه يتيم قريش وهو أجير لامرأة منا يقال لها: خديجة، فما حاجتك إليه؟
فأخذ يحرك رأسه ويقول: هو هو، فقال لهما: تدلاني عليه، فقالا: تركناه في سوق بصرى، فبينما هم في الكلام إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: هو هذا، فخلا به ساعة يناجيه ويكلمه، ثم أخذ يقبل بين عينيه وأخرج شيئا من كمه لا ندري ما هو ورسول الله صلى الله عليه وآله يأبى أن يقبله، فلما فارقه قال لنا: تسمعان مني هذا والله نبي آخر الزمان، والله