34 - وبهذا الاسناد، عن عبد الله بن محمد قال: حدثني أبي. وحدثني عبد الرحمن ابن محمد، عن (محمد بن) (1) عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده أن أبا طالب قال: لما فارقه بحيرى بكى بكاء شديدا وأخذ يقول: يا ابن آمنة كأني بك وقد رمتك العرب بوترها، وقد قطعك الأقارب ولو علموا لكنت لهم بمنزلة الأولاد ثم التفت إلى وقال: أما أنت يا عم فارع فيه قرابتك الموصولة واحتفظ فيه وصية أبيك فإن قريشا ستهجرك فيه فلا تبال، وإني أعلم أنك لا تؤمن به ظاهرا ولكن ستؤمن به باطنا، ولكن سيؤمن به ولد تلده وسينصره نصرا عزيزا اسمه في السماوات البطل الهاصر، و (في الأرض) الشجاع الأنزع (2) منه الفرخان المستشهدان وهو سيد العرب ورئيسها وذو قرنيها وهو في الكتب أعرف من أصحاب عيسى عليه السلام، فقال أبو طالب:
والله قد رأيت كل الذي وصفه بحيرى وأكثر.
35 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان يرفعه قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أبو طالب أن يخرج إلى الشام في عير قريش، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وتشبث بالزمام وقال: يا عم على من تخلفني لا على أم ولا على أب، وقد كانت أمه توفيت، فرق له أبو طالب ورحمه وأخرجه معه وكانوا إذا ساروا تسير إلى رأس رسول الله صلى الله عليه وآله غمامة تظله من الشمس