الامام يحتاج إليه لبقاء العالم على صلاحه.
وقد أخرجت الاخبار التي رويتها في هذا المعنى في هذا الكتاب في باب العلة التي يحتاج من أجلها إلى الامام.
ليس لأحد أن يختار الخليفة الا الله عز وجل:
وقول الله عز وجل: " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " " جاعل " منون (1) صفة الله التي وصف بها نفسه، وميزانه قوله: " إني خالق بشرا من طين (2) فنونه ووصف به نفسه، فمن ادعى أنه يختار الامام وجب أن يخلق بشرا من طين، فلما بطل هذا المعنى بطل الاخر إذ هما في حيز واحد.
ووجه آخر: وهو أن الملائكة في فضلهم وعصمتهم لو يصلحوا لاختيار الامام حتى تولى الله ذلك بنفسه دونهم واحتج به على عامة خلقه أنه لا سبيل لهم إلى اختياره لما لم يكن للملائكة سبيل إليه مع صفائهم ووفائهم وعصمتهم، ومدح الله إياهم في آيات كثيرة مثل قوله سبحانه: " بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون " (3) وكقوله عز وجل: " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (4) ".
ثم إن الانسان بما فيه من السفه والجهل كيف وأنى يستتب له (5) ذلك فهذا والاحكام دون الإمامة مثل الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك لم يكل الله عز وجل شيئا من ذلك إلى خلقه، فكيف وكل إليهم الأهم الجامع للأحكام كلها و الحقائق بأسرها.
وجوب وحدة الخليفة في كل عصر:
وفي قوله عز وجل " خليفة " إشارة إلى خليفة واحدة ثبت به ومعه إبطال قول