كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٢٢٢
حتى أتى عاري الجآجي والقطن * تلفه في الريح بوغاء الدمن (1) كأنما حثحث من حضني ثكن (2) فلما سمع سطيح شعره فتح عينيه وقال: عبد المسيح على جمل يسيح إلى سطيح، وقد أوفى على الضريح (3) بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الأيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، قد قطعت الدجلة، وانتشرت في بلادها، وغاضت بحيرة ساوة، فقال: يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة، وبعث صاحب
(١) الجآجي جمع الجؤجؤ وهو الصدر. والقطن - بالتحريك -: ما بين الوركين يعنى أن السير قد هزلها وذهب بلحمها. وفى بعض الكتب " عالي الجآجي " وهو قريب من العاري لان العظم إذا عرى عن اللحم يرى مرتفعا عاليا. والبوغاء: التراب الناعم.
والدمن جمع دمنة - بكسر الدال وفتح الميم -: ما تدمن منه أي تجمع وتلبد. كذا في النهاية وقال: كأنه من المقلوب تقديره " تلفه الريح في بوغاء الدمن " وتشهد له الرواية الأخرى " تلفه الريح ببوغاء الدمن ".
(٢) حثحث: أسرع وحث. والحضن: الجانب. وثكن - بفتح أوله وثانيه -: جبل بالبادية. يعنى من كثرة التراب والغبار الذي أصابه في سرعة سيره كأنما أعجل من هذا الموضع الذي اجتمع فيه التراب الكثير.
(٣) " يسيح " كذا في النسخ وفى اللسان والعقد الفريد والنهاية " مشيح " والمشيح - بضم الميم وكسر المعجمة والحاء المهملة -: الجاد المسرع. " وقد أوفى " أي أشرف.
والضريح: القبر أي قرب أن يدخل القبر.