هذا الذي يخرب متاعنا] (1) فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان فقالوا له أنت الذي تخرب متاعنا فقال نعم مرة بعد مرة فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه فبيتوه عند رجل فلما كان الليل صاح فقال مالك فقال كان أبي ينومني على بطنه فقال تعال فنم على بطني فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه ان يعمل بنفسه فأولا عمله إبليس والثانية عمله هو ثم انسل ففر منهم فأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل الغلام ويعجبهم منه شيئا لا يعرفونه فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بعضهم ببعض ثم جعلوا يرصدون مار الطريق فيفعلون بهم حتى ترك مدينتهم الناس ثم تركوا نسائهم فاقبلوا على الغلمان فلما رأى إبليس انه قد احكم أمره في الرجال دار إلى النساء فصير نفسه امرأة ثم قال إن رجالكم يفعلون بعضهم ببعض قلن نعم قد رأينا ذلك، وعلى ذلك يعظهم لوط ويوصيهم حتى استخف به، ثم استكفت النساء بالنساء فلما كملت عليهم الحجة بعث الله عز وجل جبرائيل وميكائيل وإسرافيل في زي غلمان عليهم أقبية فمروا بلوط عليه السلام وهو يحرث فقال أين تريدون فما رأيت أجمل منكم قط فقالوا أرسلنا سيدنا إلى رب هذه المدينة فقال أولم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه القرية: يا بني انهم والله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم فقالوا أمرنا سيدنا ان نمر في وسطها قال فلي إليكم حاجة قالوا وما هي؟ قال تصبرون هاهنا إلى اختلاط الظلام قال فجلسوا، قال فبعث ابنته فقال جيئي لهم بخبز وجيئي لهم بماء في القربة وجيئي لهم عباء يغطون بها من البرد فلما ان ذهبت الابنة إلى البيت ثم أقبل المطر من الوادي قال لهم قوموا بنا حتى نمضي فجعل لوط عليه السلام يمشي في أصل الحايط وجعل جبرائيل وميكائيل وإسرافيل يمشون في وسط الطريق فقال يا بني امشوا هاهنا فقالوا أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها، وكان لوط عليه السلام
(٢٦٥)