نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٨٥
أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة (1) فانظر إلى عظم ملك الله فوقك وقدرته منك على ما لا تقدر عليه من نفسك، فإن ذلك يطامن إليك من طماحك (2)، ويكف عنك من غربك، ويفئ إليك بما عزب عنك من عقلك إياك ومساماة الله في عظمته (3) والتشبه به في جبروته، فإن الله يذل كل جبار ويهين كل مختال أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك (4)، فإنك إلا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته (5) وكان لله حربا حتى ينزع ويتوب. وليس شئ أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد
____________________
الدول. والاغترار بالسلطة تقرب منها أي تعرض للوقوع فيها (1) الأبهة بضم الهمزة وتشديد الباء مفتوحة: العظمة والكبرياء. والمخيلة بفتح فكسر: الخيلاء والعجب (2) الطماح ككتاب: النشوز والجماح. ويطامن أي يخفض منه.
والغرب بفتح فسكون: الحدة. ويفئ: يرجع إليك بما عزب أي غاب من عقلك (3) المساماة: المباراة في السمو أي العلو (4) من لك فيه هوى أي لك إليه ميل خاص (5) أدحض: أبطل. وحربا أي محاربا. وينزع كيضرب أي يقلع عن ظلمه
(٨٥)
مفاتيح البحث: الإنتقام،النقمة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست