نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٨١
ولا تبيعن للناس في الخراج كسوة شتاء ولا صيف، ولا دابة يعتملون عليها (1) ولا عبدا، ولا تضربن أحدا سوطا لمكان درهم، ولا تمسن مال أحد من الناس مصل ولا معاهد، إلا أن تجدوا فرسا أو سلاحا يعدى به على أهل الاسلام فإنه لا ينبغي للمسلم أن يدع ذلك في أيدي أعداء الاسلام فيكون شوكة عليه. ولا تدخروا أنفسكم نصيحة (2)، ولا الجند حسن سيرة، ولا الرعية معونة، ولا دين الله قوة. وأبلوا في سبيل الله ما استوجب عليكم (3)، فإن الله سبحانه قد اصطنع عندنا وعندكم أن نشكره بجهدنا (4)، وأن ننصره بما بلغت قوتنا، ولا قوة إلا بالله
____________________
(1) أي لا تضطروا الناس لأن يبيعوا لأجل أداء الخراج شيئا من كسوتهم ولا من الدواب اللازمة لأعمالهم في الزرع والحمل مثلا، ولا تضربوهم لأجل الدراهم، ولا تمسوا مال أحد من المصلين أي المسلمين أو المعاهدين بالمصادرة، إلا ما كان عدة للخارجين على الاسلام يصولون بها على أهله (2) ادخر الشئ: استبقاه لا يبذل منه لوقت الحاجة. وضمن ادخر ههنا معنى منع فعداه بنفسه لمفعولين، أي لا تمنعوا أنفسكم شيئا من النصيحة بدعوى تأخيره لوقت الحاجة، بل حاسبوا أنفسكم على أعمالها كل وقت. ومثل هذا يقال في المعطوفات (3) وأبلوا أي أدوا، يقال أبليته عذرا، أي أديته إليه (4) يقال اصطنعت عنده، أي طلبت منه أي (أن) يصنع لي شيئا، فالله سبحانه طلب منا أن نصنع له الشكر بطاعتنا له ورعاية حقوق عباده وفاء بحق ماله علينا من النعمة
(٨١)
مفاتيح البحث: سبيل الله (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست