نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٨٧
من رعيتك. أطلق عن الناس عقدة كل حقد (1). واقطع عنك سبب كل وتر. وتغاب عن كل ما لا يضح لك، ولا تعجلن إلى تصديق ساع فإن الساعي غاش وإن تشبه بالناصحين ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل (2) ويعدك الفقر، ولا جبانا يضعفك عن الأمور، ولا حريصا يزين لك الشره بالجور، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى (3) يجمعها سوء الظن بالله.
إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا ومن شركهم في الآثام فلا يكونن لك بطانة (4) فإنهم أعوان الأثمة وإخوان الظلمة، وأنت واجد منهم خير الخلف (5) ممن له مثل آرائهم ونفاذهم، وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم (6) ممن لم يعاون ظالما على ظلمه ولا آثما على إثمه. أولئك أخف عليك مؤونة، وأحسن لك معونة، وأحنى
____________________
لها بالستر (1) أي أحلل عقد الأحقاد من قلوب الناس بحسن السيرة معهم. واقطع عنك أسباب الأوتار أي العدوات بترك الإساءة إلى الرعية. والوتر بالكسر:
العداوة. وتغاب أي تغافل. والساعي هو النمام بمعائب الناس (2) الفضل هنا الاحسان بالبذل. ويعدك: يخوفك من الفقر لو بذلت. والشره بالتحريك: أشد الحرص (3) غرائز: طبائع متفرقة تجتمع في سوء ظن بكرم الله وفضله (4) بطانة الرجل بالكسر: خاصته، وهو من بطانة الثوب خلاف ظهارته. والأثمة: جمع آثم، فاعل الإثم أي الذنب. والظلمة: جمع ظالم (5) منهم متعلق بالخلف أو متعلق بواجد، ومن مستعملة في المعنى الاسمي بمعنى بدل (6) الآصار: جمع إصر بالكسر وهو الذنب والإثم
(٨٧)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست