الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٢٩
إذا كنت للنيران في الحشر قاسما * أطعت الهوى والغي غير محاذر نصرتك في الدنيا بما أستطيعه * فكن شافعي يوم المعاد وناصري (1) فليت ترابا حال دونك لم يحل * وساتر وجه منك ليس بساتر لتنظر ما لاقى الحسين وما جنت * عليه العدى من مفظعات الجرائر من ابن زياد وابن هند وابن * سعد وأبناء الإماء العواهر (2)

1 فظع الأمر يفظع فظاعة أي شديد مجاوز المقدار وكذلك أفظع فهو مفظع والجرائر جمع جريرة وهي الجناية.
2 ابن زياد عبيد الله بن مرجانة وأبوه زياد دعي أبا سفيان الذي سمته عائشة زياد بن أبيه أمه سمية أمة عاهرة ذات علم تعرف به وطأها أبو سفيان وهو سكران فعلقت منه بزياد هذا ولدته على فراش زوجها عبيد فادعاه أبو سفيان سرا، وأما ابن هند فهو يزيد بن معاوية وهند هذه جدته لأبيه بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وعتبة هذا قتله أمير المؤمنين عليه السلام وحمزة عمه رحمه الله يوم بدر ولهذا السبب مثلت هند بحمزة وأكلت قطعة من كبده مضغتها وأرادت بلعها فلم تقدر فلفظتها لأن الله تعالى صان كبد حمزة أن يحل شئ منها في معدة تحترق بنار جهنم وكانت هند متهمة بمحبة السود وذكر أنها ولدت ولدا أسود على شكل العبيد وأنها لفته بخرقة ورمته في بعض الشوارع.
وأما ابن سعد فإنه عمر بن سعد بن أبي وقاص وكان مطعونا في نسبه خبيثا في ولادته وسعد أبوه من الثلاثة الذين اختارهم عمر بن الخطاب للشورى وعتبة بن أبي وقاص أخو سعد هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد وشج رأسه وشق شفته بحجر رماه به وهذا عمر بن سعد ولاه عبيد الله بن زياد أميرا على جيشه ليتولى قتال الحسين عليه السلام ففعل، وأما قوله وأبناء الإماء العواهر فالعواهر الزواني جمع عاهرة والعواهر صفة الإماء والإماء جمع أمة وهي المملوكة أصله أموه بالتحريك وتصغيرها أمية.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست