الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١١٨
للشرك منها مأتم * والطير منها في عرس (1) عفت رسوم العسكر * الجملي قدما فاندرس (2) وثنت أعنتها إلى * حرب ابن حرب فارتكس (3) رفع المصاحف يستجير * من الحمام ويبتئس (4) خاف الحسام العندمي * وحاذر الرمح الورس (5) فانصاع ذا عين * مسهدة وقلب مختلس
1 المأتم الجماعة من النساء يجمعن لفرح أو حزن وهنا يريد الحزن، وقوله للشرك أي لأهل الشرك والمأتم بسبب القتلى وكون الطير في عرس بسبب القتلى أيضا لأنها ترتع في أجسادهم وتشرب من دمائهم.
2 عفت: درست. والعسكر الجملي طلحة والزبير وعائشة ونسبه إلى الجمل لأن الوقعة تسمى وقعة الجمل وهو جمل عائشة وكانوا حوله يقاتلون وينكسرون حتى أمر علي عليه السلام بعقره فعقر فهربوا.
3 لما ذكر الناكثين الذين نكثوا عهد علي عليه السلام في البيت السابق شرع في القاسطين وهم معاوية وحزبه والضمير في أعنتها يعود إلى الخيل المتقدم ذكرها وابن حرب هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب. وارتكس وقع في أمر نجا منه وأركسه الله رده مقلوبا.
4 يبتئس أي يحزن، وقوله رفع المصاحف بذلك يذكر حال الوقعة التي فعلوا بها كذا وهي مشهورة.
5 العندمي الأحمر منسوب إلى العندم وهو البقم وقيل دم الأخوين. والورس الأصفر كأنه طلي بالورس وهو نبت أصفر يكون باليمن وانصاع رجع والمسهدة الساهرة.
والمختلس المستلب.