الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٤ - الصفحة ٥٠
هاني بن هاني السبيعي: هو آخر رسول أرسله أهل الكوفة إلى الحسين - عليه السلام - مع سعيد بن عبد الله الحنفي، يستدعونه إلى الكوفة (1).
(1) ذكر الشيخ المفيد - رحمه الله - في الارشاد، والطبري في تاريخه، وأبو المؤيد أخطب خوارزم للوفق بن أحمد للكي الخوارزمي الحنفي في كتابه (مقتلالحسين عليه السلام ج 1 ص 195) طبع النجف الأشرف، وجميع أرباب المقاتل والمؤرخون، قالوا: تلاقت الرسل عند الحسين - عليه السلام - فقرأ الكتب، وسال الرسل عن أمر الناس، ثم كتب مع هاني بن هاني السبيعيوسعيد بن عبد الله الحنفي - من بنى حنيفة - وكان آخر الرسل: " بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين ابن علي إلى الملا من المؤمنين والمسلمين، أما بعد فان هانيا وسعيدا قدما علي بكتبكم وكانا آخر من قدم علي من رسلكم، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم إنه ليس علينا إمام فاقبل لعل الله يجمعنا بك على الهدى والحق، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم) الخ.
ولم يعلم حال هاني بن هاني السبيعي إلى أين انتهى، ولم يذكر في عداد أصحاب الحسين - عليه السلام - الذين قتلوا معه في المعركة.
وأما سعيد بن عبد الله الحنفي، فقد ذكر أرباب المقاتل: انه لما أراد الحسين - عليه السلام - أن يصلي صلاة الظهر - يوم عاشوراء - قال لزهير بن القين وسعيد ابن عبد الله الحنفي: تقدما أمامي، فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتى صلى بهم صلاة الخوف. (ورووا) أن سعيد بن عبد الله الحنفي تقدم أمام الحسين - عليه السلام - فاستهدف له يرمونه بالنبل، فما أخذ الحسين - عليه السلام - يمينا وشمالا إلا قام بين يديه، فما زال يرمى حتى سقط إلى الأرض وهو يقول: " اللهم العنهم لعن عاد وثمود، اللهم أبلغ نبيك عني السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فانى أردت بذلك نصرة ذرية نبيك " ثم مات - رحمه الله - فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.
وجاء ذكر سعيد - هذا - في زيارة الناحية المقدسة من الحجة بن الحسن - عليه السلام - فقد قال - عليه السلام -: " السلام على سعيد بن عبد الله الحنفي القائل للحسين - عليه السلام - وقد أذن له بالانصراف: لا والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيك، والله لو أعلم أنى أقتل، ثم أحيى، ثم أحرق، ثم أذرى ويفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف أفعل ذلك وإنما هي موتة أو هي قتلة واحدة ثم بعدها الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا، فقد لقيت حمامك، وواسيت إمامك، ولقيت من الله الكرامة، في دار المقامة، حشرنا الله معكم في المستشهدين، ورزقنا مرافقتكم في أعلى عليين ".