شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣١٥
كتابا (1) يصف فيه سيدنا أبا محمد (عليه السلام)، وقال المفيد في إرشاده: إنه كان على الخراج بقم فكان شديد النصف والانحراف عن أهل البيت عليهم السلام.
قوله (في هديه) الهدى بفتح الهاء وسكون الدال الطريقة والسيرة السوية وبضم الهاء الرشاد وهو خلاف الضلالة، والسكون الوقار في الحركة والسير والتأني في الضراء والسراء والخضوع في الباطن والظاهر، والعفاف حصول حالة للنفس يمتنع بها عن غلبة الشهوة، والنبل العظمة والجلالة والنجابة والفضل والكرم والجود والسخاء والخير كله، والكريم الجامع لأنواع الخير (2)، والخطر الشرف والمنزلة والمزية.
قوله (ويفديه بنفسه) فداه بنفسه وفداه إذا قال له جعلت فداك، والمراد بالفداء التعظيم والإكبار لأن الإنسان لا يفدي إلا من يعظمه فيبذل نفسه له.
قوله (فقال: الموفق قد جاء) هو موفق بن المتوكل أخو المعتمد بن المتوكل وكان أمير عساكره (3) وانتقلت الخلافة بعد المعتمد إلى ابن الموفق أحمد الملقب بالمعتضد.

١ - قوله «له مجلس يصف فيه أبا محمد وقال بعضهم: إن له كتابا» احتمال كون هذا الكتاب والمجلس بقلم أحمد بن عبيد الله بعيد جدا وإن كان ظاهر عبارة النجاشي ذلك ولا يخفى أن الظاهر ليس بحجة في هذه الأمور وإنما يقطع به العذر في تكاليف المولى بالنسبة إلى عبيده إذا تعلق بالعمل وإذا كان مراد المولى غير ما يفهم من ظاهر عبارته ولم يقم قرينه فعهدة المخالفة عليه لا على العبد إذا خالف في العمل وما لا يتعلق بالعمل فلا يجري فيه هذا الكلام إذ لا يترتب على خطأ المخاطب في فهم المراد محذور إذا لم يجب عليه عمل على طبقة، وسواء كان هذا الحديث بقلم أحمد أو أحد الرواة السامعين فهو حجة في هذا المورد لكونه ناصبيا مدح الإمام عليه السلام ولأن القرائن تشهد بصحته إذ يصف رجلا معروفا بحضرة من يطلع على كذبه إن كذب فإن المستمعين معاصرون للإمام أو قريبوا العهد منه بل الكليني الراوي عنهم لا يبعد زمانه عن زمانه عليه السلام فإن تاريخ هذا المجلس على ما في إكمال الدين سنة ثمان وسبعين ومائتين ولعل الكليني - رحمه الله - كان قد ولد قبل هذه السنة بل كان شابا حينئذ، وبالجملة فما يتضمن الخبر من هيبة الإمام وحشمته وإقبال القواد والكتاب والأمراء عليه حق لا ريب فيه، وكذا ما يدل عليه من اعترافهم بالعجز عن معارضة الشيعة بالسيف وأنه لا يؤثر دخالة الأمراء فيهم نقصا ومنعا أصلا.
٢ - قوله «والكريم الجامع لأنواع الخير» وعبارة الخبر تدل على انتشار هذا المذهب وكثرة أهله في ذلك العصر حتى إن الوزراء وبيدهم سياسة الأمة وبني هاشم وهم الأسرة الحاكمة والقواد وهم رؤساء الجنود كانوا خاضعين لديه وكان الإمام كريما عليهم ولو لم يكن رسخت أركان التشيع وثبتت أصوله في قلوب الناس لم يكن للإمام عليه السلام في نظرهم هذه الهيبة الظاهرة وما حصلت الغيبة إلا بعد أن علم الله ثبات الدين وشيوعه ورسوخه كما قال الله تعالى خطابا للنبي صلى الله عليه وآله (إذا جاء نصر الله والفتح) آه، فقال:
نعيت إلي نفسي. (ش).
3 - قوله «كان أمير عساكره» بل كان الأمر بيده ولم يكن للمعتمد أخيه وهو الخليفة أمر أصلا وكان المعتمد مشغولا باللهو واللذات وقيل: احتاج يوما إلى ثلاثمائة دينار فلم يجدها لتضييق الموفق عليه ومات للإفراط في الشرب. (ش).
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417