شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢١٦
قوله (واخلست الزهراء) يقال خلست الشيء أي استلبته. واخلست فلافا أي أخذت حقه، والخلسة - بالضم - ما يؤخذ سلبا ومكابرة، والغرض منه إما الإخبار والتعجب أو التحسر من وقوع الظلم عليها وغصب حقها عليها الصلاة والسلام.
قوله (فما أقبح الخضراء والغبراء) الخضراء السماء والغبراء الأرض ومن شأن العرب أنه إذا شاع الشر في أهل الأرض وانتشر الجور فيهم واشتهر القبح منهم وأرادوا المبالغة في ذمهم والإشعار بعموم قبائحهم نسبوا ذلك إلى الزمان والمكان والسماء والأرض لقصد التعميم والشمول في ذمهم وليس في قصدهم من ذلك ذم هذه الأشياء وأمثال ذلك كثيرة شائعة في كلام الفصحاء والبلغاء.
قوله (أما حزني فسرمد) أي دائم طويل، ولما وصف نفسه بالصبر جاء بهذا الكلام دفعا لتوهم ان ذلك بسبب تنزل الحزن والهم وتنقصهما.
قوله (وأما ليلي فمسهد) المسهد اسم مكان من السهاد وهو الأرق والسهر والمحزون لا ينام في الليل.
قوله (وهم لا يبرح) هم مبدأ موصوف بجملة بعده وكمد خبره وهو بالتحريك الحزن المكتوم أو الكاف للتشبيه والمد بالكسر والتشديد وهو القيح و «أو» في قوله «أو يختار الله» بمعنى إلى أن، والمراد بدارك الجنة أو القبر، وبالهم المهيج هم يتبعه هم آخر والهم في الأصل الإذابة ثم اطلق على الحزن المقلق المذيب للبدن يقال أهمه الأمر إذا أقلقه وأحزنه وأذابه، ومنه قولهم: همك ما أهمك أي أذابك ما أحزنك، وقولهم للمحزون المغموم: مهموم.
قوله (سرعان ما فرق بيننا) سرعان مثلث الفاء اسم فعل يرفع ما بعده بمعنى سرع وقرب مع تعجب أي ما أقرب وما أسرع، وما عبارة عن الموت.
قوله (وإلى الله أشكو) تقديم الظرف للحصر، والشكوى أن تخبر عن مكروه أصابك وهو ممدوح بالنسبة إلى الله وإلى أوليائه لا إلى أعدائه فإنه شكاية عليه وهو مذموم.
قوله (بتظافر امتك على هضمها) أي إمداد بعضهم بعضا وتوافقهم على كسر حرمتها وغصب حقوقها وتفصيل ذلك مذكورة في كتب العامة والخاصة.
قوله (فاحفها السؤال واستخبرها الحال) أي بالغ واستقص في السؤال منها واستخبرها حالي وحالها في الحزن وحال الامة عما فعلوا بعدك، وفيه إشارة إلى غاية حزنها ونهاية غيظه (عليه السلام) منهم.
قوله (فكم من غليل معتلج بصدرها) «كم» خبرية للتكثير، والغليل الضعف والغيظ والحزن، والاعتلاج الالتطام وهو ضرب الوجه ونحوه بالكف يقال: اعتلجت الأمواج إذا التطمت.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417