وضوء النبي (ص) - السيد علي الشهرستاني - ج ٢ - الصفحة ٣٩٩
الثالثة: إن كثير من العلماء وخصوصا رواة الموطأ وشراحه، أبهموا السائل، على ما هو صريح الزرقاني (1) وابن حجر (2) والعيني (3) والسيوطي (4) وغيرهم وهذا يقتضي أن يكون المحفوظ عن الإمام مالك هو روايته عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن ذلك الرجل المبهم.
ومما يؤيد ثبوت الاضطراب في هذه الأسانيد أن الرواة والعلماء قد اختلفوا في تعيين جده، فقال البعض أنه عبد الله بن زيد بن عاصم، وقال البعض أنه عمرو بن أبي حسن وقال ثالث: أنه أبو حسن - على ما رواه سحنون في المدونة - ومن العجيب أن علماء الدراية قد مثلوا للاضطراب بمثال ليس بأشد اضطرابا من مرويات عمرو بن يحيى، فقال السيوطي في تدريب الراوي:
"... ومثاله: ما رواه أبو داود وابن ماجة من طريق إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة مرفوعا " إذا صلى أحدكم فليجعل شيئا تلقاء وجهه، الحديث " اختلف فيه على إسماعيل اختلافا كثيرا، فرواه بشر بن المفضل، ورواه سفيان الثوري عنه عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة ورواه حميد بن الأسود، عنه، عن أبي عمرو بن محمد ابن عمرو، عن جده حريث بن سليم، عن أبي هريرة.
ورواه وهيب بن خالد وعبد الوارث، عنه، عن أبي عمرو ابن حريث، عن جده حريث.
ورواه ابن جريح، عنه، عن حريث بن عمارة، عن أبي هريرة.

(١) شرح الزرقاني على الموطأ ١: ٦٥.
(٢) فتح الباري ١: ٢٣٢.
(٣) عمدة القاري ٣: ٦٨.
(٤) تنوير الحوالك 1: 39.
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 403 404 405 ... » »»
الفهرست