الله عليه وسلم وحروبه وسراياه وبعوثه ومتى قارب ولاين وسارر وخافت وفي أي وقت جاهر وكاشف ونبذ أعداءه وحارب وكيف دبر أمر الله الذي ابتعثه له وقام بأعباء الحق الذي طوقه ثقله وأي ذلك قدم وأيها أخر وبأيها بدأ وبأيها ثنى وثلث وإن الولد البر ليتفقد من آثار والده والصاحب الشفيق ليعني بمثله من شأن صاحبه حتى يعد إن أغفله مستهينا به مستوجبا لتعبه فكيف لمن هو رحمة الله المهداة إلينا ونعمته المفاضة علينا ومن به أقام الله دنيانا وديننا وجعله السفير بينه وبيننا وأي أمر أشنع وحاله أقبح من أن يحل الرجل محل المشار إليه المأخوذ عنه ثم يسأل عن الغزوتين المشهورتين من مشهور غزواته والأثرين من مستفيض آثاره فلا يعرف الأول من الثاني ولا يفرق بين البادي والتالي فصل آخر وهذا كتاب قصدت به غرضي دين ودنيا أما الدين فان اقتديه من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخباره ومعارف أحواله وأيامه وذكر ما طمس الله من معالم الشرك وأوضح معارف الحق وما خفض بعلو كلمته وعلى أيدي أنصاره وشيعته من رايات كانت عالية على الأبد مكنوفة بحصافة العدد وكثافة العدد ما يعلم به العاقل المتوسم أن تلك الفئة القليلة والعدة اليسيرة على قلة الأهبة وقصور العدة وخمول الذكر وضعف الأيدي وعلو أيدي الأعداء وشدة شوكة الأقران لا تستمر لها ولا تتفق بها مغالبة الأمم جمعا ومقاومة الشعوب طرا وقهر الجنود الجمة والجموع الضخمة وإزالة الممالك الممهدة والولايات الموطدة في الدهر الطويل والزمن المديد مع وفور العدة وانبساط القدرة واستقرار الهيبة إلا بالنصرة الإلهية والمعونة السماوية وإلا بتأييد لا يخص الله
(٨)